الفصل التاسع والثلاثون

1.3K 60 25
                                    

فأذاقني النجوى "وسقط القناع"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جلست سما فوق أحد المقاعد في غرفتها والفتيات يلتفتن حولها، واحدة تُقلِّم لها أضافر يديها وأخرى لقدميها، بينما هناك فتاة تقف خلفها تضع رأس سما فوق مسند متصل بظهر المقعد وتقوم بفرد شعرها الذي لا يحتاج للفرد لنعومته الطبيعية، ولكنها عروس وتلك هي التجهيزات.

كانت تلك الساعة الثالثة التي مرت عليهنَّ وهنَّ يفعلن لسما كل ما تفعله العروس قبل زفافها، وأخيرًا قد انتهين من عملهنَّ لينظرن إلى سما بابتسامة معجبة بجمالها الطبيعي لتهتف من كانت تفرد شعرها: ما شاء الله عليكي زي القمر، ربنا يتمملك على خير.
ابتسمت سما بمجاملة لتقول: ميرسي أوي.

انفتح الباب لتدلف هاجر ومن خلفها نيرة التي هتفت بمرح: عروستنا لسه مخلصتش كل ده.
سما بابتسامة: لاء خلاص.

خرجت فتيات التجميل من الغرفة فدلف من بعدهنَّ فتاتان أخرتان، انصدمت سما حينما رأتهما أمامها لتصيح بفرح وهي تنهض لتحتضنهما باشتياق هاتفة بفرحة: مش معقول.. أنا مش مصدقة انكم هنا بجد !!

هتفت إحداهما وهي تحتضن سما بحب: وحشتينا أوي يا سما، من أيام الجامعة واحنا مشوفناش بعض.
هتفت الأخرى بابتسامة: ألف مبروك يا روح قلبي، مصدقتش لما هاجر كلمتني وقالتلي إن فرحك بكره بجد فرحتلك أوى.

تقدمت هاجر من سما لتحتضنها من ظهرها ثم استندت برأسها فوق كتفها لتقول: ايه رأيك بقا في المفاجأة الحلوة دي.. أنا اللي اتصلت بيهم عشان ييجوا.
ربتت سما فوق خد هاجر لتقول بفرحة: دي أجمل مفاجأة حصلتلي.

أقبلت نيرة نحوهنَّ لتهتف بحماس: انتوا هتقضوها سلامات ولا ايه، يلا هيصوا ورقّصوا عروستنا.

اتجهت نحو سماعة موضوعة بجوار الكومود لتضغط على أزرارهل فتصاعدت الأغاني، التفّت الفتيات حول سما وهنَّ يراقصنها فضحكت سما وهي تتجاوب معهنَّ بفرحة كبيرة وبوجه مشرق، من يراها لا يصدق بأن تلك هي سما التي كانت ترقد بذبول فوق فراش المشفى منذ شهور، الآن هي تحيا أجمل أيامها وسط عائلتها وصديقاتها، وفور أن تصبح مع حبيبها سيكون هذا اليوم هو يوم ميلادها الحقيقي.

وفي الأسفل دلف منصور من باب الڤيلا بخطوات متريثة، استمع لأصوات أغانٍ تصدر من أحد الأدوار العلوية لكنه لم يميز من أي غرفة تحديدًا تأتي، لقد كان في منزله يقف مع العمال منذ السابعة صباحًا ويشرف على التجهيزات الجديدة التي تحدث، بعد أن اختارت سما بعض الأثاث الجديد وبعض ألوان الحوائط التي ستتغير، والديكورات التي أضافتها هنا وأزالتها من هناك، لقد كان فرحًا وهو يرى لمساتها تُضاف في بيته الذي عاش فيه لسنوات وحيدًا، لن يصبح وحيدًا بعد اليوم، ستأتي هي لتعمره وتحييه بأنفاسها وحبها وضحكاتها الساحرة، لكنه ملّ من وقفته معهم، اشتاق لها وأراد رؤيتها فقام بالاتصال على أمير مستأذنًا منه أن يتجه للمنزل ليراها، فلم يمانع الآخر وقد كان مطمئنًّا لوجود زوجته هناك لتجلس معهما وتراقبهما، هـه !

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن