الفصل الرابع والعشرون

1.8K 70 4
                                    

فأذاقني النجوى
"ومن الحب ما قتل"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان يوسف مستلقيًا في فراشه يرفع ذراعه لفوق رأسه وينظر للسقف بشرود، يحاول ترتيب أفكاره المشتتة وإيجاد إجابة لتلك التساؤلات التي تدور في رأسه كطاحونة هوائية.

هو يتذكر جيدًا بأنها أخبرته بأن نادر قد اعتدى عليها، هذا ما فهمه من قصتها وحديثها، إذًا كيف كانت...
هل أجرت عملية؟ أم هناك حلقة مفقودة من القصة!!

نظر يوسف لتلك المستلقية بجواره غارقة في نوم عميق مريح، لقد اشتاق لها في تلك السويعات القليلة، كم كان سعيدًا باعترافها بالحب وغرقها بين ذراعيه، كان قلبه يدق بعنف، ينبض باسمها بشغف وشوق، مال على جانبه يبعد خصلاتها القصيرة من فوق وجهها وهو يميل عليها يطبع قبلة فراشية الملمس فوق عينها.

فتحت تارا عينيها ببطئ فطالعت وجهه الحنون، ابتسمت بخجل وهي تهمس له: صباح الخير.
مسح يوسف على وجنتها ليقول: لا صباح ايه احنا لسه بليل.
حاولت الاعتدال في رقدتها لتقول بصوت مضطرب: معرفش.. حساني نمت كتير أوي.

كانت تسترق النظر له وهو يشرد ثم يعاود النظر إليها ففهمت ما يفكر فيه، نظر لها بنظرات ثابتة قائلًا باستغراب: انتي.. ازاي كنتي...

نكست رأسها لثوانٍ ثم عادت تنظر إليه لتقول: ملمسنيش!!

اعتدل يواجهها وقد اعتلى الوجوم ملامحه ليقول: انتي قلتيلي إن نادر اعتدى عليكي!! طب ازاي انتي لسه بنت؟!
تارا بنفي: مقولتلكش انه اعتدى عليا أنت فكرت كده لوحدك، بس عمي انقذني منه في آخر لحظة، لحظة كانت الفاصل بين حياتي وموتي!

ورغم الفرحة التي شعر بها بأن ذلك الحقير لم يمسس حبيبته، إلا انه اندفع قائلًا بضيق: طب ليه اقنعتيني انه حصل؟ ليه سبتيني لأفكاري توديني وتجبني وانا بتخيل انه عمل فيكي أي حاجه؟ ليه مفهمتنيش!

تارا: فاكر لما جيتلي البيت وحكيتلك حكايتي مع نادر، يوم ما جالي يهددني، انت وقتها مخلتنيش أكمل كلامي وانا بحكيلك، أو انا اللي مقدرتش اتكلم، انا مش فاكرة ايه اللي حصل بالضبط بعد كده، نادر حاول كتير بس مقدرش وفي المرة الأخيرة لما كان.. لما كان هيعتدي عليا عمي جه وانقذني منه، وقتها خدني وسافرنا وكملت دراستي وبدأت أمثل.

زفر بحرارة وهو يكوب وجهها بين كفيه ليقول براحة: كنت بتخنق وانا بفكر في الموضوع ده، وانا مفكر انه أذاكي ولمسك بايده الحقيرة.

قالت تارا بمرارة: وهو الأذى انتهاك جسدي وبس، الأذى النفسي أوحش بكتير يا يوسف وهو أذاني كتير أوي وبطرق أسوأ، كفاية انه عيشني سنين في رعب من انه يظهر تاني ويعمل أي حاجه.

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن