الفصل الرابع والأربعون

1.1K 62 8
                                    

فأذاقني النجوى "الرجل السري"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التف الجميع حولها وهي تنام فوق الفراش بالمستشفى، معلق بكفها محلول ليعيد لها قوتها التي خارت وانتهت بينما تغمض عينيها ما بين النوم واليقظة، جلست بجوارها نرمين تربت فوق رأسها بحنو وخوف تملّك قلبها على ابنتها ومن في رحمها، بينما جلس على الأريكة القريبة من الفراش صالح وهو يحمل بين كفيه قرآنًا يقرأ بصوت هادئ مناجيًا الله أن يخرج ابنته وزوجها من ذلك الكرب الأليم.

دلف زياد الغرفة وهو يحمل بيده كيسًا معبأً بالأدوية التي طلب منه الطبيب أن يجلبها لزوجة أخيه، فحالتها غير مستقرة بعد أن سقطت أمام القسم ليجلبها إلى هنا بسرعة، اتجهت إليه يسر لتلتقط منه الكيس فسألها بخفوت: حالتها ايه دلوقتي؟

هزت يسر رأسها بحزن لتقول: الدكتور قال إنها لازم ترتاح ومتتعرضش لأي ضغط، واحتمال تولد ولادة مبكرة لأن حالتها وحشة.

تنهد بقنوط تنهيدة طويلة مردفًا: طب أنا هروح للمحامي عشان أشوف وصل لفين، خليكي معاهم وخلي بالك من نفسك ولو عوزتي حاجة كلميني.

انحنى ليقبل جبينها فربتت فوق كتفه بدعم وهي تومئ له بموافقة فرحل زياد ودلفت هي للداخل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في مكتب المحاماة الخاص بالسيد مجدي...

جلس زياد فوق الأريكة الجلدية يستند بساعديه فوق فخذيه ويضم كفيه أسفل ذقنه، مشغول الذهن حائر القلب، يفكر في كل المصائب التي تحدث لأخيه تباعًا دون فواصل، من قام بدس المخدرات في غرفة أخيه بالقصر ليوقع به، هو من زرع القنبلة في الشركة ليقتله، ولا يُستَبعَد أن يكون هذا الشخص له يد في ظهور جثة مريهان بعد كل تلك السنوات واشتعال القضية من جديد ليقضي على براء تمامًا.
من يعادي شقيقه؟ من يكرهه؟
لقد كان مع أخيه طوال تلك السنوات ولم يره قد كوّن ضغينة مع أحد، منافسوه بالشركات لن يصل بهم تفكيرهم للإيقاع به بتلك الطريقة مهما كانت درجة المنافسة، هذا شخص يعرف أخاه منذ زمن، شخص بينه وبين أخيه حساب قديم يريد تصفيته، وهو يثق كل الثقة بأن أخاه يعرف هذا الشخص ولا يريد أن يفصح عن هويته، ولكن لِمَ؟!

نظر لمجدي الذي اتجه إليه ليجلس على الطرف المقابل ممسكًا بيده ملفات قضية براء، نظر له زياد ليقول بخوف يتملكه: اتصرف يا أستاذ مجدي، مش هقف اتفرج على أخويا لحد ما يلفوا حبل المشنقة حوالين رقبته.

قال مجدي بحيرة من أمرهم: الموقف صعب يا زياد باشا واحنا مفيش عندنا أدلة ملموسة.

صمت قليلًا وهو يحك ذقنه النامية بتفكير حتى قال: لو قدرنا نثبت واقعة الزنا هنعرف نقلبها قضية شرف، وقتها حسب القانون يا براء باشا ياخد حكم مخفف يا براءة وده اللي هحاول أوصله.

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن