الفصل الثامن

1.9K 79 49
                                    

💔أحمد&هدير💔

فأذاقني النجوى
ـــــــــــــــــــــــــ

وقف يتطلع بصدمة لتلك التي تتلوى بين يدي الممرضات وهي تصرخ وتبكي بحرقة، تهذي بكلمات غير مفهومة ولكنه التقط بعضها فلم تزده إلا حيرة وغرابة، تطلع إلى أمير بنظرات مدهوشة ليهتف: مين دي؟!

كان يعلم من هي ولكنه لا يريد أن يصدق ما يراه، مستحيل أن تكون هي!!
طالع صديقه فلم يجد غير الدموع التي تسيل على خديه بينما يطالع شقيقته بحسرة فتوجه إليها سريعًا في محاولة بائسة لتهدأتها قائلًا بصوت متحشرج: اهدي يا سما، انا معاكي متخافيش.

ضمها إلى صدره لتهتف ببكاء وصراخ: خليهم يبعدوا عني، هيودوني ليه، هيضربني تاني، هيعذبني تاني، متخليهوش ييجي يا أمير، والنبي أحميني منه بالله عليك.

شدد من احتضانها ليقول ببكاء مكتوم: انتي في حضني يا حبيبتي، مش هخلي حد يقربلك يا سما، مش هسمح لحد يأذيكي تاني.

خبتت حركاتها قليلًا وهو يستمع لصوت تنفسها العالي ليتقدم الطبيب الواقف يهتف بجدية: أمير بيه أخت حضرتك لازم تروح المصحة النفسية فورا.

انتفضت سما مرة أخرى وعاودت الصراخ: انا مش مجنونة عشان أروح المصحة، انا مش مجنونة يا أمير، قلهم إني مش مجنونة، هو اللي خلاني مجنونة، انا مليش ذنب، أبعدوا عني كلكم، أنا مش مجنونة.

شدد أمير من احتضانها قائلًا بسرعة: ايوه انتي مش مجنونة، هما اللي مجانين، انتي اللي عاقلة يا حبيبتي، مش هتروحي في حتة، مش هسمح ياخدوكي مني تاني.

توجه براء إلى الطبيب ليمسكه من ياقته وهو يهدر به بعنف: انت بتستهبل ولا ايه، شايف حالتها وعمالة تصرخ وتيجي تقول قدامها الكلام ده، مفيش ذرة عقل فيك!

الطبيب بتوتر: يافندم أنا....
دفعه براء من أمامه ليقول بشر: أخفي من وشي حالا بدل ما أنيمك في السرير مخلكش تقوم منه، وحسابك هيبقى معايا أنا.

رحل الطبيب سريعًا بخوف من هذا الثائر الذي كاد يقتله الآن، نظر براء لهما ليجد أمير يحتضن شقيقته بقوة يملس على خصلاتها ويربت على ظهرها ودموعه متجمدة فوق خديه حتى نامت الأخرى ومازالت شفتيها تردد نفس العبارات التي كانت تصرخ بها منذ دقائق، خرج الجميع من الغرفة بعد أن أعطت الممرضة حقنة مهدئة لسما حتى لا تستيقظ وتعاود الصراخ مجددًا.

ضرب أمير بقبضته على الحائط بقوة وهو يزمجر بعنف ليضع براء يده على كتفه قائلًا: أهدى يا أمير وخلينا نعرف نفكر في حل.

صرخ أمير بغضب: أنا هتجنن، دماغي هتنفجر خلاص، أختي بعيدة عني سنين ولما ترجعلي تبقى بالمنظر ده!! بالمنظر ده يا براء!!

ظل يتأوه بقهر ليمسكه الآخر من ذراعه متسائلًا بصرامة: فين جوزها دلوقتي؟

أمير بشر: بتصل بيه مبيردش الكلب بس ورحمة أمي ما هيفلت من ايدي، هقطع جتته نسايل على اللي عمله فيها ابن ال****

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن