الفصل التاسع

1.8K 77 24
                                    

فأذاقني النجوى
ــــــــــــــــــــــــــ

كانت تجلس في المطبخ مع الدادة حليمة لتهتف باستنكار: يعني ايه يا دادة الكلام ده؟! تسافر مع جوزها وتقطع علاقتها باخوها وبعيلتها كلها كل السنين دي كده مرة واحدة بدون مقدمات!!

حليمة بحزن وهي تقطع الخضروات: ده اللي حصل يا بنتي، انتي مشوفتيش حالة أمير بيه كانت عاملة إزاي لما حصل منها دقة النقص دي، ده كان هيموت! أصل سما دي كانت بالنسباله بنته مش أخته، لما مشيت دخل في حالة اكتئاب فترة طويلة ومرجعش لطبيعته تاني غير بعد فترة طويلة اوي من سفرها، ودلوقتي يا حبة عيني حالته ما يعلم بيها إلا ربنا لما سما رجعت بالمنظر ده.

كانت نيرة قد هاتفتهم وحكت لهم كل ما حدث قبل الآن لتقول حور بعد فترة صمت: الموضوع ده فيه حاجة غلط، خصوصا انك بتقولي مش عارفين يوصلوا لجوزها، انا متأكدة انه له يد في اللي حصلها، أصل الحوار كله مش منطقي.

حليمة بعدم رضا: بيني وبينك انا عمري ما ارتحتله الجدع ده، كنت بحسه تعبان كده وتصرفاته ونظراته مريبة، ومش انا لوحدي حتى جوزك حس بكده، ونصحناها تفكر تاني في موضوع جوازها منه وخصوصا زياد لأنه صاحبه وعارف تاريخه المهبب بس هي كانت متمسكة بيه وبتحبه فا محدش قدر يرفض.

اتجهت حليمة تقلب الطعام على النار لتهتف بحنان: يا حبيبتي كليلك حاجة عبال المغرب ما يأذن، انتي كده كده فاطرة يعني لازم تاكلي.

نفخت حور بضيق لتتمتم: منه لله براء هو اللي فطرني، بقولك ايه يا دادة انا هطلع ارتاح فوق شوية عشان حاسة إني تعبانة.

حليمة: ماشي يا حبيبتي.

تركتها حور وصعدت للغرفة بالأعلى، تمددت على الفراش بتعب وهي تشعر بدوار يداهمها وبتقلصات الجوع في معدتها، سمعت الباب وهو يُفتَح ويلج منه براء بخطوات بطيئة يخفي يديه خلف ظهره، اعتدلت في رقدتها حتى جلست لتوليه ظهرها متجاهلة إياه تمامًا، ابتسم الآخر بحب وهو يراها تتعمد تجاهله ليتقدم منها حتى جلس بجانبها ملتصقًا بها فابتعدت إنشًا عنه، تقدم مرة أخرى يقطع هذا الإنش ويلتصق بها إلا أنها ابتعدت وتلك المرة بعنف حتى كادت أن تنزلق من فوق الفراش لولا ذراعه العريض الذي أحاط خصرها مع ضحكاته التي ارتفعت بمرح.

حاولت الفكاك منه قائلة بجدية وعبوس: ابعد عني.

قربها منه حتى التصقت بصدره ليقول بابتسامة واسعة يعلم تأثيرها عليها: طب مش تشوفي جايبلك ايه؟!

حور بتوتر: مش عايزة أشوف حاجة.

اعتدل وهو يعدلها معه ليقول واضعًا العلبة فوق قدميها: لاء ازاي دي حاجات هتعجبك اوي.

نظرت للعلبة باستنكار لتبعدها بعيدًا حتى وضعتها بينها وبينه فأعرضت عنه قائلة بنفي: قلتلك مش عايزة حاجة.

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن