الفصل الخامس والعشرون

1.6K 67 15
                                    

فأذاقني النجوى "خبر صادم"✅
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جرت العائلة كلها في رواق المستشفى بحثًا عن الغرفة التي يقبع بها أحمد، قلوبهم تتدحرج في لهب مشتعل من نار الخوف.

وأما في الغرفة، كانت فجر قد دلفت لتوها إلى الغرفة، بشاش أبيض ملوث بالدماء يحيط جبينها، تسير بعرج خفيف فوق قدمها التي أُصيب بالالتواء.
تقدمت من فراشه وفؤادها يُعتَصر وهي تراه بتلك الحالة، ممدد فوق الفراش الطبي تغطي الكدمات والجروح وجهه الوسيم، يلف رأسه شاش مطابق للذي يلف رأسها، وذراعه ملفوف في جبيرة جبس لترميم كسوره بجوار جسده.

جلست عند طرف الفراش وأمسكت بكفه الظاهرة من الجبيرة وأخذت تنتحت بصوت مكتوم متألم، كانت ستخسر حبيبها وهي لم تشبع من أحضانه بعد، فتح أحمد عينيه ببطئ وقد كانت عيناه اليسرى شبه مغلقة من كدمة قوية أصابتها فأصبحت باللون الأزرق المحمر، طالعها بابتسامة حانية ليقول بصوت متحشرج: متعيطيش يا حبيبتي، أنا كويس أهو.

هزت رأسها لتقول بشهقات متقطعة: كويس ايه بس.. مانت متشفلط أهو.
أحمد: اسمها متشلفط.
صاحت فيه بغضب: أنت هتصححلي وانت راقد في السرير كمان!!

ضحك بصعوبة وهو يسعل بقوة حتى أوجعه صدره وصار يتنفس بصعوبة، وضعت كفها فوق صدره لتميل مقبلة جبينه ثم قالت بهمس حزين: كنت مرعوبة تروح مني، مكنتش هعرف أكمل من بعدك يا أحمد.

رفع يده السليمة ليكوب جانب وجهها قائلًا وعيناه تفيضان بالحب: انا اللي كنت هروح فيها لو كنتي اتأذيتي، ده انتي حته من روحي.

مسح دموعها من فوق خديها ليتحسس بيده اللفة فوق رأسها فسألها بحنو: وجعاكي؟
هزت رأسها بنفي وهي تدفن وجهها بصدره الرحب، الذي رغم ما يلمّ به من وجع إلا أنه مازال يتسع لها.

انتفض الأثنان حينما فُتِح الباب بقوة ودلف صالح، تتبعه نرمين التي تورهم وجهها من البكاء، تتبعانها حور ويسر في لهفة وخوف.

التف الجميع حول الفراش يقبلونه ويتفحصونه بحسرة، تحسست حور وجهه وهي تقول بعيون دامعة: يا حبيبي ايه اللي حصلك ده.

هتفت نرمين من بين دموعها: والنبي محسود، عامل حادثة يوم صباحيتك يا كِبدي!

أجشهت في البكاء ليحاول أحمد الاعتدال قليلًا في رقدته وقال بصوت واهن: يا ماما محصلش حاجة دي شوية جروح بسيطة، هتاخدلها كام يوم وهتروق.

اتجهت يسر إلى فجر لتمسك ذراعيها برفق قائلة بقلق: وانتي يا فجر حصلك حاجة وحشة لا قدر الله؟
هزت فجر رأسها مطمئنة إياها لتقول: لا يا يسر أنا كويسة الحمدلله.

نهضت نرمين إلى فجر قائلة: تعالي يا حبيبتي، كلكم محسودين والله.
ثم سحبتها لأحضانها بحنان أمومي وهي تمسح فوق خصلاتها برفق فاستكانت فجر وهدأ قلبها قليلًا.

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن