الفصل الثامن والأربعون

1.1K 81 9
                                    

فأذاقني النجوى "واكتملت اللوحة"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اعتلت الصدمة وجهه وهو يراها تقف أمامه بهيئتها الرثة وعينيها الباكيتين، اسودت عينا يوسف وبشدة كمن أوشك على قتل أحدهم، ها هي أتت لهنا وخالفت أوامرة دون أي اعتبار للعواقب.

صمت نادر وهو يتفحص تارا باشتياق شديد غامت به عيناه حتى قال: أخيرا جيتي يا ملكة الملكات.

صرخ يوسف فيها وهو يحاول الفكاك من هؤلاء الذين يكبلونه: انتي ايه اللي جابك، مش قلتلك متتحركيش من البيت !!

نظرت تارا ليوسف وهي تبكي بأسف شديد تخبره بعينيها أنها لم تستطع البقاء وقلبها يحترق شوقًا لصغيرها، نقلت عينيها لنادر الذي اقترب منها بخطوات مستمتعة وعيناه تتفحص كل تفاصيلها ليقول بمراوغة وهو يقترب منها أكثر: كنت عارف إنك هتيجي.

نظرت له تارا لتقول بصوت مدبوح وعينين حمراوتين كالدماء من كثرة بكائها حتى كادتا أن تبيضَّا من الحزن: أديني ابني يا نادر، أبوس إيدك ادهوني، نادر أنا معملتلكش حاجة، طول عمري بعيدة عنك ورغم إنك أنت اللي أذتني وبتأذيني لكني عمري ما أذيتك، أنا مسامحاك ومش عايزة منك حاجة بس رجعلي ابني عشان خاطري.

كان يوسف ينتفض من بين أذرع الرجال وهو يزمجر بهم وعيناه لم تحد من عليها يناظرها بجنون.

اقتربت تارا من نادر أكثر لتضع كفيها فوق صدرها الذي يحترق بالحمم تستعطفه: أنا مشوفتهوش يا نادر، محضنتهوش ولا شميت ريحته حتى، نادر ده ابني اللي جبته بعد عذاب، بعد ما الدكاترة قالولي مش هينفع تحملي، أنا قبلت المخاطرة وقبلت الوجع عشان بس أشوفه وأشيله في حضني، متحرمنيش منه يا نادر بالله عليك، أبوس إيدك.

تعالى صوت يوسف الهادر من جديد يزجرها بأن تبتعد وترحل من هنا، كان بكاؤها ذا أثر بليغ في قلب نادر الذي اقترب منها قائلًا بحب: متعيطيش يا حبيبتي، مقدرش أشوف دموعك أبدًا.

انتفضت تارا صارخة وهي ترتد للخلف بعدما دوى صوت إطلاق النيران تلاه صوت قوي هدر في كل المكان وكان صداه عاليًا: اثبت مكانك يا نادر !!

استدار نادر بسرعة يرمق الشرطة التي اقتحمت المكان كله لتتشابك مع الرجال الذين كانوا يكبلون يوسف، انفلت يوسف منهم وهو يركض ناحية نادر الذي استدار ليركض سريعًا بكل قوته يدلف لأحد الممرات الجانبية، ركض خلفه يوسف بسرعة كبيرة حتى وجده يدلف لإحدى الغرف فاندفع يوسف يركل الباب بقدمه قبل أن يغلقه لينخلع الباب من مكانه واقعًا فوق الأرض، دلف للداخل وهو يمسك بنادر الذي كاد يقفز من أحد الشبابيك، لكن يوسف لم يدعه وهو يسحبه إليه بسرعة ويعيد رأسه للخلف بنفس اللحظة حتى دفع رأسيهما ببغضهما بقوة يضرب جبينه بشكل جعل نادر يصرخ بألم شديد.

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن