الفصل الرابع والثلاثون

1.3K 67 12
                                    

فأذاقني النجوى "نيران تتجدد!"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت فجر تتحرك في المطبخ وهي تعد الفطور وحبات العرق تلمع فوق جبينها وهي تغمض عينيها بضعف، لكنها أجبرت نفسها على الصمود وطرد ذلك الألم الذي يجتاح جسدها.

دلف أحمد إلى المطبخ ليهتف وهو منشغل بغلق أزرار قميصه: فجر شوفي كده القميص مظبوط عليا؟
استدارت لتقف أمامه ثم أخذت تضبط الياقة والأكمام وهي تقول بابتسامة باهتة أجبرت نفسها عليها: كده اتظبط خلاص.

مال أحمد ليقبلها من أرنبة أنفها قائلًا بمشاغبة: مكنتش أعرف إن ذوقك حلو كده يا فجري.
فجر بمجاراة في الحديث: ط طبعا ذوقي حلو.. مش اختارتك.

أحمد بضحك: طب يلا هاتي الفطار عشان عايز انزل اشتري لاب توب جديد بدل اللي وقع مني امبارح.
فجر: حاضر يا حبيبي، استناني عالسفرة وانا جاية.

ربت أحمد فوق خصلاتها بحب ثم خرج فمالت بجسدها لتستند فوق الحائط حتى لا تقع، شجعت نفسها على الصمود واستقامت واتجهت للموقد حتى تطفئ النار فوق الحليب الساخن، اتجهت إلى الدولاب لتفتحه ثم سحبت كوبين لتضع بهما الحليب لكن رأسها مالت ووقعت أرضًا مغشية عليها !

انتفض أحمد على صوت تهشُّم زجاج لينهض بسرعة واتجه للمطبخ فانصدم حينما رآها منبطحة أرضًا والأكواب متهشمة بجوارها، انحنى إليها ليسندها فوق صدره وهتف برعب وهو يضربها بخفة فوق وجنتها: فجر.. فجر حبيبتي مالك !

حملها بحرص بين ذراعيه لينهض بها متوجهًا إلى غرفتهما، وضعها فوق الفراش ثم جذب قنينة العطر من فوق التسريحة ليمسح بها أسفل أنفها وهو يهمس لها بخوف: فجر قومي عشان خاطري، مترعبنيش عليكي بالشكل ده، يا فجر.

تحركت رأسها وهي تأن بخفوت فضم رأسها إلى صدره حامدًا الله، فتحت فجر عينيها بصعوبة ونظرت له هامسة بضعف: أحمد.
قبلها من جبينها رادًّا بلهفة: روحه وحياته كلها، مالك يا حبيبتي حصلك ايه، فيه حاجه بتوجعك؟

أماءت برأسها بـ "نعم" فسألها بخوف: ايه اللي بيوجعك؟ طب بصي اتسندي عليا وقومي هنروح للدكتور يلا.
فجر بنفي ضعيف وهي تحاول النهوض: لا دكتور لاء، أنا.....

قطعت عبارتها وهي تنتفض من فوق الفراش لتركض خارج الغرفة متوجهة إلى الحمام، جرى أحمد خلفها فوجدها مائلة فوق الحوض وهي تستفرغ بقوة، أحاط خصرها بذراعه الأيسر وبيده الأخرى أخد يبعد خصلاتها عن وجهها وظل يسندها حتى انتهت، فتح الصنبور وغسل لها وجهها بالماء ثم أسندها ليعود بها إلى الغرفة.

جلست فوق الفراش بتعب وهي تمسح وجهها بالمنشفة وقد استفاقت قليلًا، انحنى أحمد وجلس فوق ركبتيه أمامها ليمسك بكفيها قائلًا بعتاب: أكيد خدتي برد في معدتك، عشان تفضلي ترميلي الغطا وانتي نايمة وكل أما اغطيكي ترميه تاني.

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن