الفصل الثاني عشر

1.9K 56 12
                                    

فأذاقني النجوى " حسن مرزوق "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وها هي تجلس أمام عمها بعد أن تم عقد القرآن وأصبحت تارا على زوجة ليوسف، شعرت بتضارب مشاعرها بين الفرح والضيق، فرح لأنها ستبقى بجانبه وهي لا تعلم لِمَ تسعد حينما تكون بقربه، فقط شعور الاحتماء الجميل، وحزن لأنها لم تكن لتحلم بالزواج بتلك الطريقة البغيضة، تتزوج سرًّا!! وكأنها هاربة من شيء ما، يتبارى الشعوران على من سيفوز ولكن في النهاية وللأسف قد فاز شعور الحزن يرثي حالها المسكين.

تقدم منها عمها لينهضها من فوق المقعد وهو يقبل جبينها قائلًا بسعادة حقيقية: مبروك يا حبيبة عمك، انا واثق إنك هتكوني مبسوطة مع يوسف.

لم تتحمل ذلك الوضع لتحتضنه دافنة وجهها في صدره وأخذت تبكي بخفوت وقهر، تشعر بأنها قد بيعت بثمن زهيد بل تشعر بأنها لا قيمة لها البتة، ربت عمها على رأسها بحزن وهو ينظر ليوسف بنظرة راجية ليوميء له الآخر بطمئنة وكأنه يوعده بحمايتها والحفاظ عليها مادامت حياته جارية على وجه الأرض.

ابتعد عنها العم يردف بمزاح لتلطيف الجو: تارا الصغيرة كبرت وهسلمها لعريسها بإيدي، فاكرة لما كنتي بتجري تستخبي في حضني عشان خايفة من أمنا الغولة؟

ضحكت رغمًا عنها لتعاود دفن وجهها بحضنه فتابع يوسف المشهد من بعيد بابتسامة دافئة وكم تمنى لو يحتضنها هو بتلك الطريقة، لو يخبئها بين ضلوعه حتى لا يخدشها الهواء من حولها.

نهض يوسف ليسحبها من يدها ثم قال مخاطبًا العم باحترام: انا هاخد تارا على بيتي يا عمي.

العم بابتسامة: حقك يابني، ربنا يهنيكوا.

خرجوا من البناية وجاورته في السيارة بصمت وملامح جامدة، انطلق في طريقه دون أن يتحدث وظلوا هكذا قرابة النصف ساعة إلى أن هتفت فجأة بجمود: اقف هنا.

توقف باستغراب فرآها تترجل من السيارة فتبين أن هذا بيتها، ترجل خلفها وهو يمسك يدها ليوقفها قائلًا بحدة: ممكن افهم رايحة فين؟

تارا بهدوء: طالعة بيتي.

نظر لها ليقول بجدية: بيتك بقا عندي يا تارا، يلا اركبي العربية من سكات.

دفعت تارا يده لتقول بحدة: وانت مفكرني هعيش معاك في بيت واحد! انت صدقت نفسك انك خلاص بقيت جوزي ولا ايه؟! لعلمك بقا الجوازة دي انا مش هعلن عنها وهتفضل في السر.

عقد حاجبيه بصدمة ليهتف: في السر!!

تارا بتأكيد وقوة: آه في السر، انت ناسي وضعنا الاجتماعي؟ احنا ممثلين وأي حاجة بتحصل في حياتنا بيطلعوا عليها ألف إشاعة وإشاعة والصحافة والتليفزيون مش هيسبونا في حالنا، تقدر تقولي موقفنا ايه واحنا بنعلن عن جوازنا كده مرة واحدة بدون مقدمات؟؟

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن