الفصل الثالث والثلاثون

1.3K 66 15
                                    

فأذاقني النجوى "ضرغام!"✅
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فتح الباب في آخر كلماتها الغاضبة وفوق وجهه ترتسم ابتسامة واسعة، وفور أن وقعت عيناه عليها سقطت ابتسامته وشهق دون صوت، وهو يعود للخلف بصدمة....!

ارتعش الهاتف بين يديه فأنزله وأغلقه بسرعة وعيناه مسلطة فوقها باتساع، كانت تقف بآخر الغرفة تضع الهاتف فوق أذنها، مستمرة في سبّه ولم تلحظه إلى الآن، وملامحها عابسة بشدة.
ملامحها التي كانت مكشوفة دون قناع!!
عاد بظهره ليخرج من الغرفة بسرعة مغلقًا الباب خلفه، وقف قليلًا يحاول استيعاب ما رآه بالداخل!

نفض رأسه ليستفيق من صدمته ثم تنحنح مخرجًا حاله من تلك الحالة، ليطرق الباب هاتفًا بصوت متحشرج: آسيا.. أنا جيت.

غابت آسيا للحظات ثم وجدها تفتح الباب وقد ارتدت قناعها الأسود، لكن القناع لم يعد يخفِ الملامح التي رآها الآن، تحدثت آسيا بوجه عابس معاتبة إياه: أنا زعلانه منك على فكرة، اتأخرت عليا أوي.

ظل ينظر إلى عينيها دون حديث، فقط ينظر إليها بنظرة كانت غريبة عليها، لقد رآى تلك الطفلة التي لطالما تمنى أن يراها، كانت أمنيته رؤيتها ولمّا تحققت الأمنية ضرب الوجع قلبه بضراوة، أمسك كفها ليرفعه إلى فمه ثم قبله قبلة عميقة وهو يغمض عينيه هامسًا: أنا آسف!

شعر بأنه يعتذر لها عن شيء آخر، ربما عمّا حدث لها ورآى توابعه بأم عينيه، أحسّت آسيا بالغرابة وبأن هناك ما حدث، لاحظت ملامحه ونبرة صوته المتغيرة كنظراته لكنها همست مبتسمة بحب: خلاص محصلش حاجة.

ثم استكملت بمرح: بس خلي بالك مش هتنازل عن العزومة اللي قلتلي عليها، لو بتفكر تخلع فا انسى يا بابا!

ابتسم لها بحنان بالغ ليرفع كفه واضعًا إياه فوق خدها، مسح عليه برفق ليقول بعشق كبير تجسد في عينيه: أنا هعملك أي حاجة تتمنيها، أؤمري وانا هنفذ.

تعلقت آسيا بنظراته التي شعرت بها تحيطها في حضن دافئ لا أذرع له، لكنه كان فيه من الاحتواء ما برّد قلبها المعطوب، اقترب منها عصام ببطئ وعيناه مسلطة فوق عينيها، ثم دنى منها ليتلمّس بشفتيه خدها الناعم في قبلة قريبة من شفتيها !

انصدمت آسيا من فعلته وحملقت أمامها بعينين متسعتين، ابتلعت ريقها بصعوبة وقد زادت ضربات قلبها في الدّق، رفعت كفيها ببطئ مرتعش لتضعهما فوق صدره هامسة بخفوت: عصام!

لكنه كان بعالم آخر، كان مغمض العينين يتذكر ملامحها التي رآها بالداخل، ليزداد اقترابًا منها وتتعمق قبلته فوق وجنتها، ضغطت فوق صدره لتدفعه ببعض الحزم وهي تبتعد لتحاول تنظيم أنفاسها المهدرة.

همست بصوت مبحوح وهي تطالعه بتوتر: م مينفعش كده!
أمسك عصام بكفها المرتعشة ليحتضنه بحب قائلًا: أنا آسف، الظاهر إني مش هعرف أمسك نفسي قدامك بعد كده.
أخفضت عينيها أرضًا فسحبها خلفه قائلًا: يلا بينا.

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن