الفصل السابع عشر " دكتور منصور "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتعالت الأغاني من جوارهما وهو ينظر لعينيها الساحرة التي كحلتهم بكحل أسود أبرز جمالهما الأخاذ، ولم تسقط ابتسامته وهو يرمقها بحب يتشعب بقلبه يومًا بعد يوم، أما هي فقد أخفضت وجهها بحياء ترفع يدها لتضع خصلة سوداء رقيقة خلف أذنها، وهو يراقبها، يراقب نعومة الخصلة وهي تميل فوق عينيها، أصابعها التي تتحرك وكأنها تعزف على أحد الآلات الموسيقية، ارتعاشة العقد حول رقبتها، وموسيقى الحلق في أذنها، على رأي نزار قباني!
أعطته والدته العلبة الحمراء القطيفة وهي تقول بمشاكسة: أمسك لبس عروستك الدبل الأول وبعدين أبقى بصلها براحتك.
ضحك كيرلس بخفة وإحراج وهو يلتقط العلبة من والدته، أمسك بالدبلة الذهبية ثم مد يده يلتقط كفها الرقيق، لم يغفل عن هذه الارتعاشة التي أصابتها، وأصابته معها، ارتعاشة مثيرة كماس كهربي لكنه لا يؤذي، أدخل الدبلة بإصبعها البنصر لتفعل الأخرى بالمثل وهي تضغط على شفتها السفلى بخجل بوجه محمر، وما إن انتهيا حتى تعالت الزغاريد من حولهما، وجد كيرلس نفسه مجذوبًا من ملابسه وواقعًا بين أحضان صديقيه: أحمد وعصام!
يضمانه بفرحة عارمة وصياحهما الشبابي السعيد يتعالي فضحك الآخر وهو يبادلهما الاحتضان.تحدث أحمد بابتسامة متسعة: عقبال الليلة الكبيرة ياعم، كده مفاضلش غيرك سنجل يا عصام.
ابتعد عصام يرفع كفيه بجانب وجهه باستنكار: حد الله بينا وبين الحاجات دي.
أحمد: هتقضي طول حياتك صرمحة ولا ايه؟!
أومأ عصام بثقة: وهو فيه أحلى من الصرمحة يابني، مش واحدة تحبسني وتقولي رايح فين وجاي منين، وادخل في حوارات بامبرز بقا وهات زبادي وعيش فينو وانت جاي، وغير للواد عشان عملها على روحه.
انفجروا في الضحك حتى أمسك أحمد بطنه بوجع قائلًا من بين ضحكاته: يخربيت فقرك، ده لو لقيت قردة تبص في وشك أصلا.
عصام بنفي قاطع: مفيش واحدة تهزني اصلا ولا هيكون فيه، خليني كده حر زي الطير.
أحمد بسخرية: ماشي يا عم مدحت صالح.
ثم التفت لكيرلس قائلًا: نسيبك بقا ونمشي احنا، اتدلع ياض وعيش فترة الخطوبة بالطول والعرض.
تحدث عصام من خلفه بمشاغبة: معذور يا عيني، ما هو كتب الكتاب على طول وملحقش يتهنى بخطوبة، ألا قولي يا أبو حميد أم عيون خضرا عاملة ايه؟!
أمسكه أحمد من تلابيب قميصه ليقول بشر وهو يسحبه خارج الشقة: تعالى ياروح امك انا هقولك عاملة ايه!!
عصام بصياح وهو يحاول تخليص نفسه من قبضة أحمد: الحقني يا كيرلس!
لوح له كيرلس ضاحكًا من بعيد: ابقى طمني عليك لو طلعت من تحت ايده عايش.
أنت تقرأ
فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)
Romanceالجزء الثاني من رواية همسات العشق عشق يفوق الوصف، لتصبح همساته بلسمًا شافيًا لجروح الزمان. "فأذاقني النجوى" #للكاتبة/ فاطمة علي شاهين. بدأت الثلاثية في ٢٥/٥/٢٠٢١ انتهت في ٩/٩/٢٠٢٤