الفصل الخمسون والأخيـــر

2.4K 75 21
                                    

كل عام وأنتم بخير أحبتي
أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات
كل رمضان وأنتم إلى الله أقرب
وعلى طاعته أدوم❤

فأذاقني النجوى "وتلتقي القلوب"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تسللت أشعة الشمس من منفذ النافذة في تلك الغرفة الواسعة، معلنة وبكل فخر عن بداية يوم جديد، وبداية جديدة لقلب لطالما أرهقته الصعاب، لطالما مال وهوى دون مُعين، لكن اليوم ها هو يفوز هذا القلب بكتف يتكئ عليه كلما مال، كلما ضعف وخارت قواه.
فماذا يحتاج الإنسان في هذه الدنيا سوى لشخص يكون عكازه، حين ينحني ظهره وتُستَنفذ طاقته؟

فتحت عينيها ببطء تتململ في فراشها وابتسامة ناعمة تنبت فوق ثغرها الوردي، نظرت حولها وهي تتمطأ بتكاسل كقطة مدللة أكلت ونامت حد التخمة، نظرت للساعة بجوارها فوجدتها تشير للعاشرة صباحًا، فتحت عينيها على وسعهما بصدمة وهي تنتفض من نومتها بسرعة وخصلاتها تتناثر حول وجهها.

ويلتي.. لقد تأخرت !!

هكذا همست سما لنفسها وهي تنهض من فراشها، متعجبة بأنهم تركوها تنام لذلك الوقت وهناك الكثير لتفعله، فاليوم هو الخميس، يومها الموعود للقائها الأجمل مع حبيب قلبها الأول والأخير، عند تلك النقطة عادت تجلس على الفراش وهي تبتسم باتساع متذكرة منصور، هذا الذي تعشق حتى أن تهمس بحروف اسمه بينها وبين نفسها، وكأن تلك الحروف عسل حلو المذاق يسكر شفتيها ويطعم قلبها الجائع بعشقه.

تذكرت آخر مرة رأته فيها منذ يومين في حفل السبوع، ترامت أمامها الذكرى وهي تبكي بأحضانه تخبره عن رغبتها بالذهاب للطبيب، حينها لم ينتظر منصور لدقيقة زائدة، بل وجدته ينطلق بسيارته بعد أن أجلسها حزاءه، ولم تفِق إلا وهي جالسة أمام إحدى الطبيبات النسائية في إحدى المستشفيات، كانت تشبّك أصابعها المتعرقة ببعضهما البعض بتوتر ورهبة، حتى شعرت بكفه الحانية تحتضن كفها برقته المعهودة، رفعت وجهها إليه بعيون تستغيثه فمنحها منصور ابتسامة مطمئنة نزلت على قلبها كماء بارد أطفأ ناره.

نظرت للطبيبة التي تحدثت بهدوء تمنحها ابتسامة عملية وهي تشير لها أن تنهض معها: اتفضلي معايا يا مدام، وحضرتك هتروح تعمل الفحص عند دكتور زايد في الأوضة اللي جمبنا.

نظرت سما له بسرعة وهو ينهض من جوارها لكنه انحنى ليطبع قبلة فوق رأسها هامسًا بابتسامة حنونة: مش هتأخر عليكي، مش عايزك تخافي ماشي.

ربت فوق كتفها بدعم ثم اعتدل ليستدير خارجًا من الغرفة، راقبته سما حتى خرج ثم استدارت للطبيبة التي أشارت لها بأن تجلس فوق الفراش وهي تجهز الحقنة التي ستعطيها لها.

وفي الخارج دلف منصور للغرفة التي أشارت له الطبيبة عليها، توقف أمام طبيب الذكورة والذي كان شابًا يضاهيه في العمر تقريبًا، رحب به الطبيب ثم أشار له بما سيفعل فأماء له منصور وبدأ بالتنفيذ.

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن