الفصل الثاني والثلاثون

1.3K 55 20
                                    

فأذاقني النجوى "مواجهة"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أُحيطَت منطقة الشركة بأسوار محصنة تمنع أي شخص من دخولها، كان العمال منتشرين بها كالنمل يعملون بانتظام، يحملون الأحجار المكسورة والحديد المحترق، ومنهم من كان متعلقًا بالأعلى عند الأدوار التي بقيت من المبنى بعدتهم وأدواتهم، يتحركون بحرص شديد لئلا يقع أحدهم من هذا الارتفاع أو يقع بهم المبنى وهو شديد التهالك.

وبالأسفل...
وقف منصور بجوار المهندس المعماري أمام مبنى الشركة المتهالكة، يطالع معه عدة أوراق وهو يوصي المهندس بشراء كل ما هو لازم على أن تكون المواد من الإسمنت والحديد والخرسانة وخلافه من أجود الأنواع، طمأنه المهندس بألّا يقلق وأنه سيرى شغلًا لم يره من قبل بأي شركة أو مبنى آخر، اتفقا على كل شيء ليأخذ المهندس الأوراق بعد أن دعى لبراء صاحب الشركة بالشفاء العاجل وأن يأخذ الله بيده، ثم رحل ليشرف على عماله ويرسل من يأتي بالطلبيات التي سيحتاجونها.

اتجه منصور إلى مجموعة من العمال يقفون أمام البوابة الرئيسية لكنه وقبل أن يتحرك شعر بكف توضع فوق كتفه، استدار ليواجه امير فابتسم قائلًا باهتمام: أمير.. طمني عملتوا ايه؟ عرفتوا مين الشاب ده؟
أمير بتأكيد: ايوه عرفنا وزياد هيجيبه، مش هيرتحم مننا لحد ما نعرف مين وراه، مين اللي بيحفر وعايز يخلص من براء.

منصور باستفسار: اعذرني بس في سؤالي أنا قابلت براء باشا تقريبا مرة او اتنين بالكتير، محستش انه راجل بتاع مشاكل أو انه ممكن يعادي حد، ليه يكون له أعداء وحد عايز يموته؟
أمير بشرح: أي رجل أعمال سواء كويس أو لاء بيكون له منافسين، وبراء منافسينه كتير جدا لأن شركته شركة عالمية، بس إن المنافسة توصل للقتل ده مش سهل، وزي مانت قلت براء مش من النوع اللي بيعادي حد، الواحد مصدوم من اللي بيحصل حواليه بجد.

ربت منصور على كتفه قائلًا بتفاؤل: بكره يتعرفوا وياخدوا جزائهم، المهم بس يخرج بالسلامة والحمدلله انها جت على قد كده، هو لسه معاكم وده المهم دلوقتي.

صمت قليلًا ثم استكمل بحرج: أنا آسف إني مروحتش زورته لحد دلوقتي، بس والله انا عارف إنكم مشغولين باللي حصل وبتدوروا عاللي عمل كده فأنا متولي أمر تصليح الشركة، قولت أخف الحمل عنكم لكن عارف إني مقصر.
قاطعه أمير بنفي قاطع: بتقول ايه يا منصور بس، يعني أنا مش عارف اللي بتعمله وإنك سايب شغلك في المستشفى وواقف هنا ليل نهار مع العمال، احنا اللي مش عارفين نشكرك ازاي يا منصور، حقيقي انت وقفت معانا وقفة عمرنا ما هننساهالك.

منصور بعتاب: انت لسه من يومين قلت إني بقيت فرد من العيلة، ليه بترجعني دلوقتي كأني غريب!
أمير بتأكيد وامتنان: لا حقيقي في وسط كل المعمعة دي جيت ووقفت مع العمال الأيام اللي فاتت وبتباشر الشغل بنفسك، أنت عملت اللي الأخوات مش بيعملوه مع بعض فانت بقيت أكتر من أخ لينا.

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن