الفصل العشرون

1.8K 67 7
                                    

فأذاقني النجوى "جولييت السمراء"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اختنقت من قبضته الفولاذية فوق فكها لتتلوى وهي تحاول الفكاك منه حتى همست بصوت متقطع: سبني!

لم يتركها بل انتقلت كفه فجأة لتطبق فوق عنقها وقد اسودت عيناه بغضب ساحق، شهقت فجر بصدمة وهي تطالعه بعينين جاحظتين لتمسك بذراعه هامسة باختناق: أحمد.. هتخنق!!

لكنها كانت كمن يخاطب صنمًا لا حياة فيه، ظلت تتتحرك أسفل يده بقوة ولا هواء يصل إليها فبدت شاحبة على مشارف الموت، نظر إليها بعينين قاسيتين لا تعرف الرحمة، وكانت تلك أول مرة ترى فيها تلك النظرة الإجرامية، وهذا الغضب الأعمى، بل كانت تلك مرة من المرات النادرة التي يظهر فيها غضب أحمد.

لطالما كان حليمًا بسجيته، لكن اتقِ شر الحليم إذا غضب!!!

مال إلى وجهها حتى لفحت أنفاسه الساخنة بشرتها الشاحبة قبل أن يهمس في أذنها بصوت مرعب: رايحة تتنازلي عني لهدير؟ رايحة تبعيني وأنا اللي بعت الدنيا عشان اشتريكي !!

هزت رأسها وهي تحاول دفع كفه عبثًا، كان كالجدار الصلب لا يتزحزح حتى بدأت دموعها تتساقط بألم ليستكمل الآخر بنفس الهمس لكنه أصبح همسًا متألمًا: هان عليكي تعملي فيا كده! جالك قلب تتنازلي عني كده بكل بساطة!! ليه ده انا محبتش قدك، محاربتيش ليه عشاني زي منا حاربت أهلي وحاربت هدير وحاربت الظروف كلها عشان تبقي معايا، بعتيني ليه؟

خرج أنينها المكتوم وهي تنفي برأسها فخفتت قبضته من فوق عنقها وقد لانت نظراته، حاوط خصرها بذراعه الصلب حينما شعر بجسدها يتراخى، كوَّب جانب وجهها بكفه ليهمس بزفير حار: ليه روحتيلها؟

شهقت فجر ببكاء خافت قبل أن تهمس بصوت مبحوح: لأنك مش من حقي، أنت لازم تكون معاها هي مش معايا.

شدد فوق خصرها يقربها منه ليهتف بعنف: غبية.. غبية!! انا من بين الكل اخترتك انتي، انتي اللي قلبي حبها واتمنيت أكمل حياتي معاها، لو كنتي بتحبيني ربع ما بحبك مكنتيش اتنازلتي عني.

رفعت عينيها الحمراوتين إلى عينيه المعاتبة لتضع أصابعها المرتجفة فوق صدره الخافق هامسة بعذاب: يشهد ربنا إني محبتش ولا هحب حد قدك، بس غصب عني، احساسي إني دخيلة عليكم بيموتني.

نفي برأسه ببطئ ليقول بخيبة أمل: مكنتش أعرف إنك ضعيفة أوي كده في حبي.

هزت رأسها مؤكدة: ده مش ضعف، لو مكنتش أنا ظهرت في حياتك كان زمانك معاها دلوقتي، أنا جيت خدت حاجه مش ملكي.

نظر لها قليلًا بملامح خالية من المشاعر ليقول بجمود: معاكي حق، لو مكنتش قابلتك كان زماني دلوقتي متجوز هدير وعايش معاها حياتي.

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن