الفصل الثامن والعشرون

1.3K 76 19
                                    

فأذاقني النجوى "فاجعة!"✅
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جلست سما في غرفتها تنظر لفستانها الموضوع أمامها فوق الفراش، ساهمة شاردة، تفكر كيف ستدلف علاقة جدية بعد كل ما حدث لها، وبعد كل ما رأته وذاقته على يد زوجها السابق، إن كان يصح أن تتخذه زوجًا لها.
هي مازالت عالقة في نقطة بمنتصف الطريق، مازال هناك ندبات لم تنمحِ وتشك بأن يحدث هذا، فكيف ستتعامل مع منصور وهي عالقة في الماضي؟
ومنصور، ما ذنبه أن يأخذها بجروحها وآلامها؟!

تعترف بأنه أجمل شخص رأته في حياتها قلبًا وقالبًا وروحًا، كلما فكرت فيه تلوح ابتسامة مشتاقة فوق ثغرها سرعان ما تنمحي بخوف.
خوف من المستقبل معه، لقد أقدم على فعل لم تتخيله مطلقًا، لقد ضحّى بأبوّته لأجل أن يكون معها وهذا ما آلمها أكثر، ما ذنبه أن يندفن معها وهو شاب في مقتبل حياته، من حقه أن يتزوج ويصبح له أولاد وعائلة، وهي امرأة معطوبة الجسد والروح لن تقدّم له سوى التعاسة رغم عشقها له.

شعرت بالباب يُفتح قاطعًا لأفكارها فرفعت وجهها لتنصدم ممن ترى، وقفت وقد أدمعت عيناها لتهمس باشتياق: هاجر!

دلفت هاجر إلى الداخل لتتجه إليها وهي تسحبها لأحضانها فانفجرت الأثنتان في البكاء، احتضنتها هاجر بقوة لتقول بصوت مختنق: وحشتيني يا سما.. وحشتيني أوي.

ابتعدت سما عنها ثم جلست فوق الفراش لتوليها ظهرها وهي تقول ببكاء: أوعي.. لو كنت وحشتك مكنتيش بعدتي عني كل المدة دي، انتي نستيني وانشغلتي بحياتك ومفكرتيش حتى تسألي عني.

جلست هاجر بجوارها لتمسك بكفيها قائلة بأسف: حقك عليا أنا غلطانة، بس انتي عارفة إني مكنتش في مصر، سفر وائل وشغله برا خلاني بعدت غصب عني.

سما بعتاب: ولا فيه سماعة تليفون ترفعيها وتسالي عني؟ عايشة.. ميتة.. اتجننت.. حصلي أي مصيبة، أنا كنت محتجالك وانتي مكنتيش جنبي.

حوّقت هاجر وجهها لتقبل جبينها هامسة باعتذار وندم: أنا اسفة والله اسفة، ربنا يعلم أنا كنت بتعذب عشانك قد ايه، معقول تفكري إنك مبقتيش مهمة عندي أو حبي ليكي قل، ده انتي صحبتي الوحيدة يا سما، أنا مليش غيرك.

نظرت لها سما قليلًا لترمي نفسها بحضنها وهي تضمها بقوة فزادت هاجر من ضمها، همست سما بحب: كنتي وحشاني أوي وحضنك كان واحشني.

قبلت هاجر رأسها لتقول بحب: انا خلاص رجعت وهفضل جمبك ومش هسيبك تاني أبدا، معقول أسيبك في يوم كتب كتابك.

ظلت سما في حضن صديقتها وهي تشعر براحة كبيرة تتخللها حتى سمعت هاجر تهمس لها: قوليلي انتي بتحبي منصور؟

أماءت سما لها دون أن ترفع رأسها فابتسمت هاجر قائلة وهي تضمها: تستاهلي يا حبيبتي، تستاهلي ربنا يعوضك عن اللي شوفتيه في حياتك، عيشي يا سما من جديد وانسي كل اللي فات.

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن