الفصل الأربعون

1.1K 57 10
                                    

فأذاقني النجوى "العائد"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انفتح شباك الغرفة على أثر الهواء القوي مصدرًا صوتًا مدويًّا وهو ينضرب بالجدار، استدارت سما بخضة وهي تنظر للشباك بتوتر ثم زفرت بخفوت مهدئة حالها ونهضت متجهة إليه، نظرت للسماء التي كانت ملبدة بالغيوم الداكنة فأمسكت بالشباك لتغلقه لكنها وجدت من يقفذ في وجهها ويدفعها للداخل ويدلف للغرفة، صرخت سما بفزع وهي تعود للوراء واضعة كفيها فوق وجهها برعب من هول ما رأت....!

انتصب في وقفته فوق أرضية الغرفة وعيناه تطالعانها وهي واقعة أرضًا تنظر إليه بهلع، صرخت برعب حينما انحنى ليسحبها من طرحتها ليوقفها أمامه وهي ترتعش صارخًا فيها: قومي !!

وقفت أمامه بأقدام هلامية تحاول تخليص نفسها من قبضته وهي ترتعش بقوة، قربها الآخر منه حتى ضربت أنفاسه الهادرة وجهها ليهمس بعينين متوسعتين: افتكرتيني.. ولا كنتي نسياني.. بس أنا واثق إنك عمرك ماهتنسيني لأني هفضل علامة في حياتك مش هتتمسح.

نظرت إليه وهي تنفي برأسها برعب ليقترب منها أكثر هامسًا بصوت أكثر خفوتًا: بتتجوزي يا سما؟ بتتجوزي وانتي لسه على ذمتي !

هوى بكفه فوق وجهها فصرخت بألم وأخذت تضربه بصدره لتبعده عنها ببكاء مبحوح، فشدّ عنها طرحتها لتنخلع من فوق رأسها وينسدل شعرها خلف ظهرها، دفعته بقوة ليرتد للخلف فاستدارت تركض ناحية الباب فرارًا منه لكنه لحق بها وأحاط خصرها من الخلف بذراع واضعًا كفه الآخر فوق فمها ليسحبها معه إلى الداخل وسط ركلاتها وحركتها وبكائها، وضعها فوق المقعد وهو يثبتها ليهوى بلطمة أخرى فوق وجهها جرحت جانب فمها بقسوة.

وضعت سما كفيها فوق وجهها وهي تشهق وتبكي ليقترب منها بوجهه قائلًا: اقولك نكتة تضحكك.. أنا بحبك يا سما !

رفعت وجهها المتورم إليه ليقترب أكثر وهو يحيط بوجهها فنفرت منه لكنه ثبتها أمامه ليستكمل وإصبعه يمسح الدماء التي سالت من شفتها السفلى: آه.. مستغربة ليه.. بحبك.. لما شوفتك أول مرة في فرح زياد شدتيني، حسيت فيكي حاجة مختلفة عن أي بنت شوفتها قبلك، كنتي حالة من الكسوف واللغبطة والضعف اللي أنا بحبه فا حبيتك.

صمت مجددًا ليضرب مؤخرة رأسها في ظهر المقعد المعدني بقوة فصرخت ونحيبها يتعالى ليستكمل وقد تغيرت نبرة صوته لشر مستعر: بس لما خسرت وظيفتي بسبب غبائك كرهتك، عارفة زي ما فيه حب أعمى فيه بردو كره أعمى، كرهتك وكرهت أي حد يخصك ومن ضمنهم عيلتك كلهم، خدتك وسافرت السعودية عشان تبقي بعيدة عن عيلتك وخليتك تقطعي علاقتك بيهم كلهم، عشان أعرف اتعامل معاكي وانتقم منك، أقولك على حاجه...

مال بشفتيه عند وجهها هامسًا ببحة منفرة: أنا فرحت أوي لما عرفت إنك مبتخلفيش، عشان اللي في بطنك كان هيخليني أضعف واتساهل في عقابي معاكي، بس دلوقتي أنا مبسوط أكتر لأن مش هيبقى فيه رابط بيني وبينك يفكرني بيكي بعد ما أموتك !!

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن