الفصل التاسع عشر

1.7K 64 9
                                    

فأذاقني النجوى "بين السماء والأرض"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استدار ليرحل لكنه توقف وهو يرهف السمع لصوت همهمة خافتة، كأنه بكاء!
تأوه مكتوم وأنين خافت!!
استدار يفتح الباب بسرعة فصعق وهو يرى منظر الدماء أمامه!!!!

- تاراا !!!

كانت تلك صيحته وهو يراها تجلس أرضًا واضعة كفها فوق بطنها والكف الآخر تقبض به فوق ملاءة الفراش بينما دموعها تهطل بغزارة فوق وجهها وهي تتأوه بوجع، وهناك بقعة كبيرة من الدماء قد طبعت دائرة مستديرة على ملابسها من أسفل.

ركض ناحيتها وارتمى بجوارها ليسحب وجهها إليه قائلًا بجزع: ايه اللي حصل يا تارا!! فيكي ايه؟!

هزت رأسها بضعف وهي تقول بهمس متحشرج، متقطع، باكٍ: النزيف.. النزيف جالي تاني يا يوسف.

حملها بين ذراعيه بسرعة ليركض بها ناحية الحمام، أنزلها وحاول إسنادها لتقف رغم هشاشة ركبتيها بتلك اللحظة، حاوطها بذراعيه وهي يوجه وجهها ناحية الحوض ليهتف وهو يفتح المياة ويقوم بغسل وجهها ودموعها: هتبقى كويسة يا حبيبتي متخافيش، انا معاكي.

أغلق الصنبور ثم جذب المنشفة ليجفف بها وجهها يهمس لها بخوف: دي أول مرة تحصلك من فترة طويلة، ايه سببها؟

نفت برأسها وهي تجيبه بصوت مجهد ضعيف: مش أول مرة، حصل النزيف كذا مرة بس كنت ببقى مع نفسي في الأوضة وبكون كويسة بعديها، بس المرادي الوجع فظيع خلاني مش قادرة اتحرك من على الأرض.

هتف فيها بغضب: ومقولتليش ليه لما حصل نروح للدكتورة، يمكن تكون حاجة خطر!!

دفنت وجهها بصدره وهي تتنفس بصعوبة غير قادرة على الحديث ليقول بصرامة وهي يزيح حمالات قميصها: يلا عشان تغيري هدومك دي.

أمسكت يده لترفع وجهها إليه قائلة بتوتر: لاء أخرج انت وانا هغير.

يوسف بصرامة: مسمعش ولا كلمة.

تارا: بس يا يوسف.....

قاطعها وهو يهدر فيها بعنف: قولت بس، اسكتي بقا !!!

صمتت بخوف وهي ترى حالته العصبية، واستسلمت له في خجل وهو يخلع عنها ملابسها الملطخة بالدماء، ورغم ألم جسمها فشعور الخجل هو ما كان مسيطرًا عليها بتلك اللحظة، لم تتخيل بأن يأتي اليوم وتقف أمامه عارية!! أحمر وجهها بشدة وهي تراه يضعها بحوض الاستحمام وقد فتح صنبور المياة الدافئة لتتدفق عليها، مسربة إليها الخدر والشعور بالراحة، عاملها برفق ولين لم ترهم منه قبلًا، حتى وهو يلبسها ملابسها النظيفة كان يتعامل معها برفق بالغ وكأنها طفلة صغيرة يخشى عليها من أي أذى.

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن