الفصل الثالث والعشرون

1.6K 84 26
                                    

فأذاقني النجوى "استعداد للحرب! "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

معذرة إليك يا قلبي فقد عذبتك كثيرًا..
أعتقد أنني أحببته أكثر مما ينبغي.
- فاطمة علي شاهين.
؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞

فتح باب الشقة ثم تقدمها وهو ينحني مشيرًا إليها بطريقة مسرحية قائلًا: اتفضلي يا عروسة برجلك اليمين.

ضحكت فجر وهي تترجل للداخل ممسكة بين كفيها باقة الورود خاصتها، تتفحص الشقة الواسعة بانبهار، لم ترها سوى مرة واحدة حينما جاءت بصحبته لترى العفش وألوان الحوائط وتختار ما تحب، لكن الآن وبعد أن فُرِشَت واكتملت صارت بهيةً بحق، جنتها الصغيرة التي ستحويها هي وحبيبها.

شهقت بخفة حينما وجدته خلفها يباغتها بقبلة فوق وجنتها البيضاء فاستدارت إليه وهي تبتسم بخجل فقال: عجبتك الشقة؟

فجر بخفوت مبتسمة: حلوة أوي.

اقترب أكثر وهو يقول بغمزة: مش هتتفرجي على أوضة النوم ولا ايه؟

أماءت برأسها وهي تسير أمامه في الطرقة المؤدية للغرف الداخلية، كان يسير خلفها يتأملها بنظرات تلتهمها التهامًا، حتى قال وهما يسيران: أوضة النوم عملتها بلون بشرتك، وأوضة الأطفال عملتها بلون عيونك.

ضحكت فجر لتقول: مش لما ييجوا الأطفال الأول.

هتف بمرح وهو يفتح باب غرفة النوم: لا متقلقيش من الناحية دي، اديني تلت أيام وانا أجبلك 11 عيل بالمدرب بتاعهم.

دلفت وهي لا تستطيع تمالك ذاتها من كثرة الضحك، توقفت تتأمل الغرفة ذات اللون الأبيض المنطفئ، وأثاث الغرفة الذي كان يتأرجح ما بين اللونين الذهبي والأحمر القاني، وفي ركن بعيد وقف مسند خشبي طويل تستند عليه لوحة خاصة بالرسم، ومقعد مرتفع أمامها للجلوس وبجانب المقعد منضدة صغيرة فوقه لوحة الألوان وكوب ممتلئ بالفُرَش مختلفة الأحجام والأشكال.

توقف بجوارها ليميل على أذنها هامسًا وهو يشير ناحية الفراش: أما ده بقا قميص بلون شفايفك، انا اللي مختاره بنفسي والله العظيم، وتعبت وانا بتخيلك جواه.

نظرت له بخجل ووجهها مصطبغ بالحمرة القانية ثم نظرت للقميص الأحمر المسجى فوق الفراش، كادت تجيبه لكنه هتف سريعًا: بس قبل أي حاجة، لازم اوريكي حاجه مهمة اوي!

عقدت حاجبيها لتتساءل: حاجة ايه؟!

تركها واتجه إلى اللوحة ليسحبها بحرص من الدبابيس التي تثبتها في المسند، حملها بين كفيه ينظر لها بحب وكأنه ينظر لكنز ثمين، تقدم منها حتى توقف أمامها ليدير إليها اللوحة هامسًا بخفوت: بصي.

نظرت للوحة وسرعان ما شهقت بصدمة وهي تطالع تلك الرسمة، كانت هي المرسومة، بتطابقٍ لم ترَ مثيلًا له بحياتها، كل تفاصيلها ظاهرة وكأنها مصورة بكاميرا عالية الجودة وليست رسمة باليد أبدًا!
عيناها الخضراوتان، شفتاها الكرزيتان، خصلاتها اللولبية الصفراء، لوحة أظهرت فتنتها على أصولها.
حملت اللوحة بكفيها ثم نظرت إليه بعيون دامعة لتقول بتأثر: أحمد.. دي شبهي أوي، دي حلوة أوي بجد!

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن