الفصل الثامن والثلاثون

1.4K 79 15
                                    

فأذاقني النجوى
"فرحة العمر"
ـــــــــــــــــــــــــــ

جلست هدير بجوار فراش فجر التي كانت تتحدث معها بإرهاق عما حدث لكن هدير لم تكن تسمعها، بل لم تكن معها بالأساس، تفكر في أحمد الذي أحضرها فجأة وطلب منها أن تبقى بجوار فجر لحين عودته، ترى إلى أين ذهب؟

استفاقت على صوت الباب وهو يفتح بقوة فوجدت أحمد يدلف للغرفة وهو ينظر لها بملامح لن تنساها ما حيت....!

اضطربت هدير من هيئته وخفق قلبها رعبًا وهو ينظر لها بعينين نضاختين بالشر، نظرت لفجر التي تحدثت بإرهاق: أحمد.. أنت كنت فين؟

اقترب أحمد من الفراش وعيناه معلقة بهدير التي نهضت وقالت بابتسامة مفتعلة تداري بها ارتعاشها: فجر كانت قلقانة عليك يا أحمد وأنا....

بُتِرت كلماتها حينما هوى أحمد بلطمة مدوية فوق وجهها جعلتها تشهق وهي تعود بظهرها للحائط وعيناها متوسعة بصدمة !!

شهقت فجر وهي تعتدل في رقدتها بصعوبة هاتفة بذهول: ايه اللي عملته ده يا أحمد !
نظر لها أحمد ليصرخ فيها: انتي تخرسي خالص، مش عايز اسمع صوتك فاهمة !!

خافت فجر من حالته وانكمشت على ذاتها، عاد أحمد ينظر لهدير التي كانت تنظر في الأرض وخدها محمر بشدة ليصيح بغضب: مكنتش أعرف إن الوساخة والحقارة ممكن توصل بيكي للدرجة دي.

أمسكها من ذراعها بقوة حتى تألمت من أصابعه التي تغزر في لحمها ليقربها من فجر صارخًا: دي اللي كنتي بتدافعي عنها؟ دي صحبتك اللي قولتي عمرها ما هتأذيني! حطتلك العمل تحت سريرك عشان تأذيكي، وأجرت ستات عشان يضربوكي ويسقطوكي، لسه بتقولي عنها صحبتك اللي بتحبك !!

دفعته هدير لتبعده عنها صارخة ودموعها تتساقط فوق وجهها بغزارة: ابعد عني، ملكش حق تحاسبني على اللي عملته، روح شوف نفسك وشوف أنت عملت فيا ايه.
أحمد: عملت فيكي ايه، قتلتلك قتيل؟
هدير بصراخ: كسرتني، كسرت قلبي وهان عليك حبي ليك.

وضعت كفها فوق فمها وشهقت لتستكمل بانتحاب: من لما وعيت على الدنيا وأنا بحبك، أنا عشت 15 سنة من عمري معاك، وعشت عشر سنين بتعذب من بعدك عني، مستحملة كلام أمي السم ليا ومعاملة أبويا اللي مفرقتش عنها بس كنت صابرة وكل ده وأنا مستنياك، كنت بعد الأيام والليالي عشان ييجي اليوم اللي ترجعلي فيه وتاخدني منهم وتعوضني عن كل الوجع اللي شوفته معاهم، عشت سنين بحلم بيك وبحلم بالحب اللي هنعيشه سوا لما أكون معاك، استنيتك كتير يا أحمد كتير أوي وأنا واثقة فيك وواثقة إنك عمرك ما هتخذلني أو تتخلى عني بس يوم ما ترجع، يوم ما ترجع ألاقيك بتحب واحدة تانية ومتجوزها، كنت عايزني اعمل ايه، اقولك مبروك واخد بعضي وامشي، ليه هي؟ فيها ايه زيادة عني خلاك تسيبني وتروحلها؟ 25 سنة من عمري ضاعوا في حبك وده مش عُمر هين عشان يضيع في الأرض وكل مشاعري يتداس عليها منك، وبعد كل ده اسكت ولا كأني بني أدمة بتحس وعندها قلب ومشاعر، أنا حبيتك يا أحمد بس أنت كسرتني وخونتني معاها، لعبت بمشاعري وأنا صدقتك ووثقت فيك بس أنت طلعت واحد خاين !!

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن