"42"

193 9 0
                                    

_مش هنكتب الكتاب إلا بشرط

من حقائق الحب إن الإنسان بيتغير من غير ما يحس، والتغير ده مبيكنش إلا اقتباس صفات الشخص المحبوب ببطئ، ببطئ شديد وتريث لحد ما يبقى المحب نسخة من المحبوب، وساعتها بيتولد اتحاد بين نفس المحب ونفس المحبوب، لأن الإنسان لما يحب بيبقى صورة لروحين في شكل واحد، كل واحد بيتطبع بطباع التاني وصفاته، وكل واحد فيهم بيبدأ يمتص عيوب التاني لحد ما تتلاشى تمامًا من غير ما يبين إشمئزازه من العيوب دي أو كرهه ليها، كل شخص حب بصدق وبتوغل فهو عنده قلبين في صدره مش قلب واحد.

بابا قام وقف وملامح وشه اتحولت من الفرحة لملامح صعب أفسرها وماما كذلك ومامت حمزة معاهم، بصيت لحمزة وهو بصلي وهزينا رأسنا احنا الاتنين سوا وقولنا في نفس واحد:
_هنختم القرآن حفظ الأول.

ملامحهم ابتسمت بأمل وفخر إحساس زي رد الروح تاني لما بابا حط ايده على قلبه وقال:
_أنا كنت واثق إني مختار لبنتي الشخص الصح، اللي هيقدر يحافظ عليها ويراعيها واللي عند أي مشكلة تواجهها هيكون السند الحقيقي ليها لأني مش هعشيلها كتير، كنت واثق من ساعة ما وافقت إنك تدخل البيت ده، إنك هتكون سبب في عمار نفسها وتخليها تنور وتبقى مبسوطة ودا فعلًا اللي بيحصل في وجودك، كنت واثق إنك راجل والرجالة دلوقتي قليلين، كل لحظة بتتكلم فيها بتخلي ثقتي فيك وفي اختياري في محلها ومش بس كدا لا دي كمان بتزيد، ودلوقتي إحساس الفخر تجاهك واصل للقمة..ربنا يباركلك يابني ويتمم فرحتك أنت ورهف على خير.

قعدنا كلنا تاني نكمل كلامنا في مواضيع كتير خاصة بالفرح وغيره لحد ما لقيت مسدج على تليفوني من حمزة كاتب فيها
"يعني أنتِ بتنوري في وجودي..!!"
رفعت رأسي من التليفون لقيته مركز معاهم في الكلام ولا كأنه بعت مسدج ولا حاجة، ابتسمت وأنا بكتبله
"سيب إجابة السؤال ده لوقتها".
شاف المسدج ورفع رأسه يهزها علامة مستني وقتها..وشويه والكل مشى وأنا دخلت نمت وصحيت على صوت رنة تليفوني الساعة 3 ونص فتحت وأنا نايمة وقومت قعدت لما سمعت صوته:
_أنتِ لسه نايمة..!! مش اتفقنا نصحى قبل الفجر بشويه حلوين ونقعد نستغفر مش هنطبق كلام ربنا ولا إيه يا رهف، ربنا سبحانه وتعالى قال  ﴿وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ﴾، تعرفي أن اللي بيستغفر ربنا في أخر الليل ولو مرة واحدة بيُكتب عند ربنا من المستغفرين في الأسحار..!!

فضلت ساكتة شويه مردش فقال بقلق:
_مبترديش ليه..!!
_بستغفر شويه علشان فاضل دقايق على الفجر
ضحك بصوت هادي وقال:
_طب هقفل علشان معطلكيش ومتنسيش الوّرد والحفظ

ابتسمتله كأنه شايفني وقفلت وفضلت أستغفر شويه بصيغة "أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه" لحد ما سمعت صوت الأذان قومت اتوضيت وصليت ركعتين السنة الأول وبعدين الفجر وقعدت مكاني على المصلاية بدأت بالوّرد الأول لحد ما خلصته وبدأت في الحفظ وأقرأ بالتجويد وأفهم من مصحف التفسير، لحد ما خلصت وقومت خلعت الإسدال وروحت أنام لقيت مسدج ثابتة على خلفية تليفوني مكتوب فيها "قولي آمين".
أفتكرت لما حمزة كلمني أول مرة وقالي "ليكِ مني كل يوم الفجر خصيصًا دعوة مطولة متنسيش كل يوم بعد الفجر تقولي آمين".

خبــايـا الحــب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن