خبــايـا الحــب

"47"

_تتجـوزيني يا دكتورة..!!

الحـب روح، روح تتعافي من كل ندوبك بها، روح بتزرع الطمأنينة في أعماق أعماق قلبك، روح شخص بينتشلك من غرق المحيط ويرميك على حافة قلبه، شخص بروحه هدية من ربنا ليك، كل ما تبص في عينيه وتشوف حنانه عليك ولمعة عيونه بنجاحك، وانطفائها في حزنك، صدره اللي مهما يضيق بالعالم مبيتسعش غير ليك، تناديه هدية ربي.

وشي احمر وحسيت بسخونية غزت جسمي كله، فتحت بؤقي من تحت النقاب بصدمة ودهشة وكل المشاعر الغريبة، حطيت الصنية اللي كانت في ايدي على الترابيزة وخرجت بسرعة دخلت أوضتي وسندت على الباب وقلبي عامل زي الأرنب المذعور...مكنتش متوقعة حاجة زي دي خالص، بابا قالي إن جاي لينا ضيف أعمل قهوة بس كدا..!! روحت وقفت في البلاكونة أشم شويه هوا بدل الحرارة اللي أنا حاسه بيها دي، سندت على سور البلاكونة وشردت وقلبي لسه حاله معرفش ايه اللي صابه من مجرد كلمة.!!
رفعت ايدي وأنا بتنهد وبصيت لتحت لقيته بيخرج من العمارة وفجأة رفع رأسه هو كمان وبصلي، شهقت بصوت ودخلت بسرعة وقفلت البلاكونة وايدي على قلبي اللي رجع ينبض بقوة زي الأرنب، دقايق يادوب أخدت فيها نفسي وسمعت الباب بيخبط وبابا بيستأذن بالدخول، دخل وأول ما شوفته كشرت، ضحك وهو بيقول وهو بيرفع ايده:
_والله ما كنت أعرف إنه جاي يطلب ايدك

بصيتله بتدقيق فهز رأسه وهو بيبتسم وبيشاور جمبه:
_تعالي بس اقعدي كدا، وبلاش نظرة الشويش عطية دي.
روحت قعدت جمبه بإرتباك فسمعته بيقول:
_أنتِ يستِ سمعتي عرضه بنفسك، وأنا مش محتاج أسأل عليه حمزة ابن حتتنا وكلنا عارفينه وعارفين أخلاقه كويس أوي، تلات أماكن بيروحهم بشكل مستمر البيت والشغل والجامع، عايش لوحده بعد وفاة الست والدته الله يرحمها، فإيه رأيك نديه فرصة يجي زي ما طلب يقعد معاكِ ويسمع منك ويسمعك اللي أنتِ عايزه تعرفيه منه.!!

طبطب على ايدي بعد ما خلص كلام بابا، أحن أب في الدنيا مهما أوصف فيه مش هيأخد حقه، بصيتله لقيته بيبتسم بهدوء مستني ردي، فهزيت رأسي بموافقة وسكت، لحد ما جه اليوم اللي هنقعد فيه سوا نتعرف على بعض دخلت بالعصير كان بابا قاعد معاه فسبنا وخرج قعد قصادنا من بره والباب مفتوح، كنت بصه في الأرض من كل التوتر والخجل اللي أنا فيه، وفضل هو كمان ساكت فترة لحد ما حمحم وقال:
_السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
شديت على صوابعي أكتر من التوتر وأنا برد:
_وعليك سلام من الله ورحمهٍ تسكن قلبك

رفعت رأسي لما طال صمته شويه لقيته مبتسم وفجأة قال:
_تعرفي إن دا أفضل رد سلام سمعته في حياتي...صدقًا.
ابتسمت من تحت النقاب وفضلت ساكتة لحد ما لقيته بيقول:
_عايزة تعرفي إيه..؟
أخدت نفس ورفعت عيني ليه وقولت بثبات:
_عارفه إنك ملتزم بحد واضح، فأنا مش هقولك عايزة أعرف إيه، هقولك أنا بتمنى إيه.
هز رأسه بابتسامة بشوشة وسكت وأنا اتكلمت:
_من الأماني الثابتة عندي إني أتجوز واحد ملتزم دينيًا وأخلاقيًا وحتى اجتماعيًا، شخص نادر نقي وطاهر في وسط دنيانا المُلوثة حاليًا، شخص يقدر يأخد بايدي للجنة، يساعدني أصلح في نفسي ويقوّم نفسي لو اعوجت في طريق، شخص يكون صديقي قبل أي علاقة تانية، أقدر أحكي معاه بكل أريحية لأني عارفه إني هلاقي علاج لتعبي عنده، يسمعني من غير ما يمل، حتى لو في مشكلة ملهاش حل يحضني ويطمني إنه كله هيعدي، أقدر أتكلم معاه بعشوائية وبتلقائية وأنا عارفه إنه مش هيفهمني غلط مهما حصل، ميخلنيش أنام زعلانة ومعيطة لأني لو عيطت قبل ما أنام معدتي بتوجعني وببطل أكل، شخص يكون أحن عليا من نفسي، يشبه في حنانه حنان الأمهات، ميكونش بيمد ايده على ست مهما كان غلطها، و...ويحبني وأكون في المرتبة التانية عنده، لأن معروف في المرتبة الأولى والمقام الأولى حق ربنا وعبادته والدين.