"52"

840 9 0
                                    

-الحالة متأخرة للأسف.
ضغط على ايدي بمواساة حسيتها، وقال للدكتور باستفسار تأكيدي:
-والحل!
خلع نظارته وفحص التقارير مرة تانية وقال:
-لازم ولابد من عملية استئصال للرحم في أسرع وقت.
غمضت عيني وبدون ضغط عليها نزلت دموعي في حالة سريان تلقائي كأنها عارفه الجداول اللي المفروض تحفرها. حمزة غمض عينيه وفتحها وسأل الدكتور:
-امتى أفضل وقت للعملية؟
-يستحسن النهاردة، كل ما أنجزنا كل ما بقى أفضل وأريح ليها.
قام وقف وهو بيقول بعملية:
-هسيبكم تقرروا وهرجعلكم تاني.
قفل الباب وراه وفضلت بصه قدامي بدون حراك وحمزة كذلك، بس مطولش في سكوته وهو بيلتفت وبيقول:
-مستعدة يارهف النهاردة!
التفتت له بعيون حزينة، عيون أهلكها الخوف وهمستله:
-أنا خايفة يا حمزة.
سحب كرسيه وقرب مني وقال بهدوء، هدوء أنا متأكدة إنه بيداري بيه العاصفة اللي جواه:
-طول ما أنا جنبك متخافيش.
رفعت ايدي مسحت دموعي اللي مش راضية تقف وقولتله:
-كان نفسي أجيب بنوتة.
ابتسم ابتسامة بيحاول يهون بيها عليا ويخفف حمل قلبي التقيل وهو بيقول:
-ربنا يباركلنا في أنس، المهم نربيه تربية صح ونزرع جواه الحب والأمان، مش بكتر العيال صدقيني بأفضلهم وأحسنهم، ونبقى احنا نجحنا لو طلعنا للعالم شخص سليم الفطرة وسوي نفسيًا وبيحب الخير لغيره زي ما بيحبه لنفسه بالضبط مش أقل. الحمد لله يا رهف على كدا، الحمد لله دائمًا على عطاياه.
رددت:
-الحمد لله.
مسك ايدي بين كفوفه وقال:
-مش مجرد كلمة تردديها، دي يقين ولازم تكون طالعه من قلبك، احمدي ربنا بيقين إن المانع خير.
هزيت رأسي بموافقة وسألته:
-تكاليف العملية يا حمزة هنجيبها منين؟
-ربك الرزاق "إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ"
توكلي على الله بس، الرسول صل الله عليه وسلم قال«لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا»
صوت خبط على الباب ودخل الدكتور وهو بيقول:
-ها يابشمهندس!
حمزة بصلي وضغط على ايدي ضغطة معناها "متخافيش" والتفت للدكتور وقاله:
-رهف جاهزة يا دكتور.
-تمام، تمام وبإذن الله تبقي أحسن والوجع اللي بتشتكي منه هيختفي تمامًا.

طلعنا بره كان مطلوب شويه تحاليل الأول قبل العملية، خلصنا وقعدنا في الإنتظار وكلي خوف ويقين معرفش إزاي يجتمعوا في قلب واحد!
-العملية ممكن تأخد ساعة أو أكتر، الدكتور قال من ساعة لـ ٣ ساعات، حاولت بشتىٰ الطرق أقنعه إني أدخل معاكِ بس قالي إنها مش عملية ولادة علشان أدخل أمسك ايدك، أها العملية مش بدرجة الصعوبة بس برده مش بدرجة السهولة، فأنا هكون هناك مسك ايدك بس من بعيد، إحساسي مرفقك وقلبي محاوط قلبك.
مش عايزك تخافي وخليكِ عارفه إن اختيارات ربنا لينا هي الصح مهما حزنا وعيطنا فدا لأننا منعرفش ورا الاختيار دا إيه.
أنا هكلم الحاجه فتحية تخلي أنس عندها لما يجي من الحضانة لحد ما أطمن عليكِ وأروح أجيبه، خديلي بالك أنتِ بس من نفسك كويس ومتفكريش في حاجة، اتفقنا!
حضنت دراعه وأنا بقول بصوت مرتعش:
-أنا ضعيفة يا حمزة، مقدرش مخليش الخوف يبعد عني، أنا مش زيك.
مسد على ظهري وهو بيقول بثقة:
-أنتِ مش زيي فعلًا؛ ودا لأنك أحسن مني
كنت لسه هتكلم بس شاور وكمل كلام:
-وحوش الخوف لو اتملكت منك هتهلكك، متسلميش نفسك للخوف يا رهف، ارمي خوفي عليكِ وأنا هقدر أقهره وأديكِ الأمان.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 31, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

خبــايـا الحــب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن