_الحديت داير في البلد إن مرت العُمدة سمته
"التعود والألفة السريعة أكبر وأوضح دليل على إن الروح وقعت على روح تشبهها"
كنت واقفة جمبه وأنا برتعش، بأرتجف كأن في عاصفة ضربتني، ورغم كل الهيصة والفوضى اللي حواليا مكنتش سامعة حد، كان حواليا هدوء غريب، هدوء دا مش مكانه ولا وقته، هدوء...هدوء ما قبل العاصفة.
صرخة خرجت منه رجعتني للواقع وبعدت عن الهدوء الكذاب اللي محاوطة بيه نفسي، قعدت بسرعة جمبه على السرير ومسكت ايده، وبصيت للدكتور ورجعت بصيتله تاني وقربت من ودنه وهمستله:
_هتكون بخير يا حمزة أنا واثقة فيك، يلا فُوقبدأت أمسد على كفه وأنا شايفه الدكتور بيشربه حاجة وهو مش واعي، وبيضعط على بطنه بقوة بيتهز معاها حمزة، محستش غير وبحد بيشدني جامد من جمبه ببص بدهشة لقيتها مامته اللي رفعت ايدها فجأة ونزلت بيها على وشي وصوتها هز المكان:
_كله إلا ولدي يابت رحيم، كله إلا ولديحطيت ايدي على خدي وبصيت في الأوضة لقيت الدكتور باصص علينا والممرضة اللي شهقت من المنظر إن أم العمدة بتضرب مراته.!
هي مكتفتش بكدا بس لأ، مسكتني من دراعي جامد وخرجتني بره وقفلت الباب في وشي وأخر حاجة قالتهالي:
_أول ما ولدي يقوم بخير أول حاجة عيكون عاملها هي طلاقكمهتمتش بكلامها وقعدت بره جمب الباب مستنية الدكتور يخلص ويطلع يطمني عليه...يطمني على قلبي الساكن جوه من غير حركة.
البلد كلها زمانها عرفت والمعظم إن مكنش الكل بيتهمني إني السبب، ليه..؟ في الدليل اللي في ايدهم على كدا، عيني سرحت في حاجة مرت عليها أيام..كنا واقفين بره على منصة صغيرة قدام أهل البلد كنا مبسوطين جدًا وكان بيعلن قدام الكل بكل فرحة إني حامل، وعيونه كانت بتلمع، هو أحلى وأطيب وأصدق وأرق عمدة على مستوى العالم كله، هو حبيبي، ساعتها قال قدام الكل إنه بيحبني أكتر من أي حاجة في حياته، سألتني بنت صغيرة ببراءة "طب لو بطل العمدة يحبك..!!"
قربت واقفت قدامه مفيش شيء يفصل بينا وقولتله بصوت سمعه البعض "هقتله..وهيبقى أول عمدة يموت ضحية الحب"فوقت من تفكيري على صوت الدكتور وهو بيفتح الباب قومت واقفت بسرعة وسألته بلهفة مقدرتش أخبيها:
_حمزة..حمزة أخباره إيه يا دكتور.!!بصلي وشوفت نظرة الشفقة في عيونه..أنا مستاهلش الشفقة
_الحمدُ لله إن السم منتشرش في جسمه كله وقدرت نخليه يرجعه، بس مناعته ضعفت ومحتاج شويه اهتمامابتسم وهو ماشي ورجع بصلي وقال:
_هو بخير دلوق متقلقيشابتسمت بتكلف وقولت:
_شكرًامسحت دموعي وأخدت نفس قوي وخبطت على الباب خبطتين وفتحته وقبل ما أمد رجلي لجوه زعقت فيا بصوت عالي:
_إياكِ...إياكِ تخطي خطوة جار ولدي..خليكِ بره ملكيش وجود اهنه
أنت تقرأ
خبــايـا الحــب
Short Storyمجموعة قصصية القلوبُ لا تعرف التيمُّم ... إمّا أن ترتَوي بمن تحبّ أو تعطش حتى تجف. 🥀❤️