-عينيكِ حبيبتاي يا رهف، أحيانًا أرى بهما سكون عارم يجعل جاذبيتهما لا تقارن بأيةُ جاذبية، وأحيانًا أخرى أرى بهما أمواج عاتية تجعلني تائه غارق في حبك.
أن تحظى بحب من يساعدك على بناء نفسك لا منْ يساعد في تدميرها، من يتتوق شوقًا لرؤيتك تضحك، وترى بقلبك تأثير تلك الضحكة على حياته، من يستمر معك في كل الأحوال ويساندك ويدعمك، من يضحى بسعادته في سبيل سعادتك، من يحبك لأنك أنت..أنت فقط بلا أسباب أو دوافع لذلك الحب، من يحبك بكل كثافة العالم ولا يرى سواك بين الحشود، حينها كأنك حظيت بسعادة العالم أجمع، ولن تجرء على تمني المزيد.
أسبلتُ عيناي برقةٍ وتأثر من كلماته التي تجعل الفراشات تتراقص مُحلقة حولي، سحبت يداي من كفوف يده ثم رجعت للخلف بضعة خطواتٍ وأدرت نفسي حتى أصبح ظهري مقابلًا له، عيناي تفضحاني، إن نظرت إليه سيرى تأثيره الجالي فيهما، تأثير يجعلني ضعيفةٍ أمامه، ضعيفة هشة لا تقوى على المحاربة وكل ما تجيده هو الاستسلام لسحابة الحب العالية، تحشرجت أنفاسي بشكل مؤلم عندما وضع يداه محاوطًا كتفي مناديًا عليّ بأكثر الأسماء حبًا:
_يا ملكة قلب حمزة..لا تصمتِسحبت نفسي بقوةٍ واهية حتى التصق ظهري بباب الشرفة خلفي وعيناي تأبى أن تنصاع بقرار قلبي وتذرف الدموع، بقيت جامدة لكنها ليست أنا..كأنها ليست جزءًا لا يتجزأ مني، مؤخرًا وخاصةً بعد ما حدث ليّ بت أتساءل لماذا لم أعد أعرفني..!! لماذا أصبحت غريبة حتى عن نفسي..!! لكنني دومًا أعود محملة بتنهيداتٍ خافتة دون الحصول على إجابة تبرد نار اندلعت داخلي ولم أجد منْ يسرع بإطفائها.! أرجعت خصلة شاردة خلف أذني وأنا أقول بثباتٍ زائف:
_لا أقوى على الإستمرار.. اطلق سراحي يا حمزة
خفتت نبرة صوتي وأنا أقول:
_أرجوك..كنت أنظر لأسفل بلا غاية تدرك سوى أنني لا أريد أن أرى عينيه في تلك اللحظة تحديدًا أعرف حمزة، بل أحفظه حفظًا عن ظهر قلب، ليس ممن يرضون بسهولة، وليس ممن يتركون يدٍ بسهولة، لذا لم أشعر سوى وأنا أُسحب بقوةٍ لأرتطم بصدره القوي وذراعيه تحاوطنني بقوةٍ مماثلة وصوته الغاضب رغم عنه يهمس في أذني بنشيج حزين، حزين للغاية كعصفور وليد يتمنى الطير ركضًا وراء أمه لتُبتر جناحه بقسوة لم يكن يحسب لها حساب:
_إياكِ ونطق تلك الكلمة مرةً أخرى، إياكِ والعبث بما لا يحمد عقباه.حاولت جاهدة التملص من بين ذراعيه لكن باتت محاولاتي بالفشل، حتى خارت قواي ومعها ذرفت الكثير من الدموع وأنا أتشبث بقميصه بقوة، قوة غير عادية رغم ما يمر بي من ضعف شديد وأنا أهمس بوجع فاض بي:
_أنا أتألم بشدة..روحي تخرجي مني بدلًا من المرة الواحدة ملايين المرات، حاولت جاهدة أن أكون بخير لكنني ضعيفة، ضعيفة للغاية، أنا أشعر بالتقزز من نفسي، أريد التخلص من جسدي يا حمزة، لا أريد الشعور به أرجووك.أخذ يربت على ظهري بحركاتٍ رتيبة وشفتاه تلامس أذني همسًا:
_ششش أنتِ لستِ ضعيفة ولا هشة، بل أنتِ قوية..قوية جدًا، أقوى النساء وأحلاهم..
جفت دمعات عيني بينما تعالت شهقاتي وأنا أضرب في صدره صارخة بوجع ونفور:
_لو كنت قوية لم حدث ذلك..فقط لو كنت قوية بما فيه الكفاية، لكنني..لكنني..أنا..أنا أكره نفسي، أنا أكرهني يا حمزة، أكره ضعفي واستسلامي المخزي..أنا أكرهني يا حمزة أكرهني بشدة.
أنت تقرأ
خبــايـا الحــب
Short Storyمجموعة قصصية القلوبُ لا تعرف التيمُّم ... إمّا أن ترتَوي بمن تحبّ أو تعطش حتى تجف. 🥀❤️