_حمزة أنت بتعيط..!!
أنا مؤمنة بالحب اللي بيخلي الإنسان في حالة دائمة من الأمان مهما كانت شدة العواصف الرعدية اللي بتضرب حياتنا ومهما حصلت تقلبات بيفضل راسخ مكانه، الحب اللي قادر يحولك من شخص بالغ لطفل صغير سعيد ومش شايل للدنيا هم، الحب اللي دائمًا واضح في الصمت قبل الكلام، الحب مش ضعف شخصية ولا قلة ثقة، وأعراض الحب خير دليل على كدا.
قام وقف بسرعة وأداني ظهره ورفع ايديه لوشه يمسح دموعه ومشى لقدام شويه لحد ما وصل عند الشباك وبعد الستاير عنه وقال بهدوء بعد ما استرجع ثباته بيحاول يغير الموضوع:
_تعرفي إني لو مفتحتش الستاير الأوضة هتفضل منورة برده علشان قاعد فيها القمر.!
مهما عمل ومهما حاول إلا إنه فاشل في الكذب ركزت على ظهره المشدود واللي بيدل على غضبه أو عصبيته أو أي طاقة سلبية متملكة منه دلوقتي وناديت عليه:
_حمزة.اتنهد بصوت واضح بالنسبالي، بالنسبة لشخص بيأخد باله من أقل التفاصيل، والتفت بصلي وهو مبتسم بس ابتسامته مهزوزة، بصيت جمبي على السرير وأنا حاطه ايدي في المكان الفاضي ورفعت عيني تاني ليه، ففهم الرسالة وجه قعد جمبي بتوتر واضح، دائمًا بيفشل في إنه يخبي مشاعره سواء كانت سلبية أو حتى إيجابية، ابتسمت بهدوء وسألته:
_مش هتقول لرهف كنت بتعيط ليه..!!؟طبطب بإيده على السرير بشرود من غير ما يمد ايده ناحية ايدي كالعادة مفيش تلامس، وبعدين رفع رأسه وقال بصوت هادئ:
_فكرك إن حمزة كان بيعيط بجد.!!
_آه..احكيلي لو الدكتور قالك حاجة وحشه قولي عادي مش هزعل وأنت عارفني كويس مش كدا.!!
لف بعينيه الأوضة كلها ماعدا عينيا، عمل كل شيء إلا أنه متكلمش، قام وقف يمشي في الأوضة رايح جاي، ودا اللي قلقني أكتر، وسؤال بيتردد جوايا "الدكتور قاله إيه خلاه في الحالة دي..!!" رجع قعد بعد فترة وقال بصوت مُجهد وحزين وبمحاولة للمواساة:
_تعرفي إن ربنا سبحانه وتعالى بيعطي أصعب المعارك لأقوى جنوده، طب تعرفي إنك جندي قوي بإذن الله، تعرفي إن ربنا بيبتلي العبد اللي بيحبه علشان يقربه منه أكتر وأكتر، تعرفي إن مفيش أي حاجة بتحصل في الدنيا دي إلا ووراها حكمة كبيرة من ربنا، تعرفي إنك غالية أيوه.اتوترت أكتر وبدأ وشي يعرق وايدي ترتعش مسكت طرف الغطا وقولتله بصدمة:
_هموت مش كدا.!!
حط ايده بسرعة قدام شفايفي من غير تلامس وقال بسرعة البرق:
_إياكِ...شوفي إياكِ يا رهف تجيبي سيرة موتك دي تاني، متعرفيش بتعمل فيا إيه..متعرفيش النار اللي شغاله بتكوي في قلبي وأنا شايفك تعبانة كدا لا حول ليكِ ولا قوة.لاحظت قد إيه هو متوتر ومُجهد علشان كدا حاولت أبتسم وأنا بقوله:
_أومال في إيه يا سيدي خضيتني
حط ايده على قلبه وقال:
_عايزك تفضلي محافظة على ابتسامتك دي، وما تتلاشيش لأي سبب، عايزك قوية، عايزك زي ما كنتِ وعداني سند حمزة.
سكت شويه والسكوت مازادش المكان غير خوف وتوتر وترقب وفجأة بص في الأرض وعينيه دمعت وقال:
_مش هتمشي على رجليكِ تاني.
أنت تقرأ
خبــايـا الحــب
Short Storyمجموعة قصصية القلوبُ لا تعرف التيمُّم ... إمّا أن ترتَوي بمن تحبّ أو تعطش حتى تجف. 🥀❤️