اتخذ مكانه يستعد للاطلاق، صار رأس سامويل في مراى بصره عبر منظار القناص ، ارتجفت يده وتعرقت، صر على أسنانه يرى وجه من دمر حياته ، سلبه أسرته ، جعله يعيش التشرد ، الظلم ، جرح كبريائه وكرامته وختمها بفعل لايغتفر تمثل بمس الإنسان الأقرب لقلبه ، لم ينتبه لارتجاف يده بالبداية وحتى حين فعل لم يعلم أهذا نتيجة خوفه من القتل أم رغبته القوية في قتله؟ رؤية رأسه أمامه اغرته بشدة ، فكر بجدية تامة ماذا لو قتله الآن وحسب ؟ أليس هذا خلاص للجميع ؟ يمكنه التخلص ممن ارقهم ودمرهم دون أي رادع، أراد الإطلاق بشدة ، اتخذ قراره، ثبت بصره ووضع يده على الزناد يراقب ملامح سامويل الباسمة بكراهية واضحة وحقد لا نهاية له ، تردد للحظات ، فكر ملياً مع قلب مضطرب وتعب نفسي شديد ، بعد مضي بضع ثواني اتخذ قراره وضغط الزناد بالفعل بعد أن عدل هدفه بآخر لحظة ، حين مرت بذاته ذكرى شقيقه ....اضطر للتراجع ...لأجل ليو ولأجل نفسه .سدد الرصاصة فاصابت الهدف ببعض المهارة والقليل من الحظ لتستقر بفخذ سامويل بذات المكان حيث أصاب هاري .
فور أن اصابته الرصاصة شحب سامويل واخفض راسه ببطئ نتيجة صدمته يراقب مكان اصابته بغير تصديق ، استوعب الألم وأدرك سببه لكنه لم يصدق انه هو بذاته يمكن أن يصاب حقاً ، شخص ما خانه وبلغ عن عملية مهمة غاية بالسرية ، كان شاحباً شحوب الأموات أمسك بقدمه يتفقده الدم المنساب فارتجفت يده ومع إدراك اصابته ارتعب للطرف الآخر وبداو بتوجيه أسلحتهم تجاه بعضهم كل منهم يعتبر الآخر خائناً ثم ما لبثوا أن بدأوا بالهرب من بعضهم لتفسد أحد أهم صفقات سامويل وبحضوره هو شخصياً ، حين بدأ صوت دوريات الشرطة يصدح بالمكان ، صرخ سام باتباعه بينما يعرج بصوت ارعبهم جميعاً
" احضروا لي الفاعل أو أقسم ستكون ميتتكم مؤلمة "ومع عبارته تلك انطلق الجميع راكضاً دون تأخير يبحثون باستماتة لأنهم يدركون أنها ستكون آخر مهمة لهم أن فشلوا وليست أي ميتة بل سيتفنن زعيمهم باختيارها ليكونوا عبرة لمن اعتبر.
اما سامويل فقد بقي يجر قدمه خلفه والدماء تقطر على الارض ملامحه مظلمة كلياً يصر على اسنانه بقوة يتوعد الفاعل باشد التعذيب والاذلال ويتخيل كل إلاشياء التي سيفعلها به وبالخائن اياً كان .
الفين فور ان اطلق تاكد من اصابته لسامويل ثم اسرع ينزل درجات البنايه راكضاً يحاول الابتعاد، صوت هنري عبر السماعه وصله يوجهه عبر اختراق كامرات المراقبه في الشارع
" اسرع ، رجاله انتشروا بالفعل للبحث عنك "الفين رمى القناصة جانباً قبل نزوله ثم بعد ركض مسافة لا باس بها نزع عنه الستره السوداء ، ابعد اللثام عن فمه وارتدى ستره خضراء فوق ثيابه بمكان لا يحتوي كاميرات مراقبة ثم انخرط في الشارع من جديد كما لو أنه وصل تواً ،بدا يسير بهدوء كما لو كان اي مار طبيعي بالمكان الا ان المكان المختار كان منطقه فرعيه قلما يتواجد فيها احد فلم يتواجد سواه مع ثلاث آخرين يتجول كل منهم باتجاه ، حاول الاسراع في خطواته بشكل لا يفضح هربه بالوقت نفسه يبعده عن طريقهم ، نبضات قلبه كانت جنونيه وازدادت قوه مع سمع وقع اقدام خلفه ، تعرق وشحب لكنه حافظ على ملامحه ،كان يدرك ان المخاطرة كبيره جداً لكنه اراد اتخاذ خطوه للامام، سأم الانتظار وترك سام حراً ، الامر اشبه بالجلوس وانتظار الطوفان ليجرفه فقرر ان يواجه الطوفان قبل ان ياتي اليه مستعيناً بفكره ان خير وسيله للدفاع هي الهجوم ، قرر بعد القليل من التفكير ان يركض من جديد اذ ان خطره اقل بكثير من خطوره اللقاء بهم وهو الان بدون سلاح حتى وما زاد قناعته بالقرار هو ان الاصوات خلفه صارت اعلى واقرب لدرجه شعوره انهم ادركوه بالفعل !
![](https://img.wattpad.com/cover/135090447-288-k250388.jpg)
أنت تقرأ
حطام خلفته الذكريات
Adventureالأمس ما عاد سوى ذكرى تُرتسم بصفحة بالية بخزائن العقل , ذكريات ما حملت بطياتها سوى كوابيس أبت التخلي عن أصحابها ... غمرت قلوب بعضهم بمُستنقع اليأس الكريه ... هي كصندوق قديم مليء برسومات لصور باهتة رمادية مُمزقة لتثُير بصاحبها مشاعر ما كان بحاجة لها...