بارت 12

3.3K 181 243
                                        

العبوس كان يحتل ملامح وجهه بينما ينهي شرب كأس الحليب الموضوع أمامه ، هو أصبح لديه نظام غذائي فظيع منذ أن كشفه آل بمنتصف الأسبوع السابق !

و الآن هو مُطالب بتناول وجبات الطعام الثلاثة بالموعد الصحيح أو سيقلب رفيقه الشقة فوق رأسه ، تنهد بتعب بينما يقف ليُنهي ارتداء ثيابه و ينطلق مُتذمراً من كل ما يحصل معه ، لازال إستخدامه لصغيرته أمراً محظوراً و خاصة أنه عندما أراد مُعاندة رفيقه يثبت له أنه بخير أصيب بدوار اضطر بسببه للوقوف جانباً ! و قطعاً منذ ذاك اليوم مفتاح صغيرته لم يره حتى ! .

غادر المنزل يسير بشيء من الهدوء بسبب برودة الأجواء خاصة بهذا الوقت المُبكر من النهار ، اليوم هو أول يوم للامتحانات النهائية لهذا الفصل ، و أخيراً سيكون لديه عطلة ما من الجامعة و الاستيقاظ مُبكراً , شعر بيد ما تُمسك به لإيقافه بينما كان بالكاد قد غادر العمارة التي يعيش بها , عبوسه إزداد أكثر عندما أتاه صوت رفيقه الوحيد :" لماذا غادرت مُبكراً اليوم ؟ هل تناولت طعامك حقاً يا أخي ؟ "

أجابه بتذمر و كأنه كان بإنتظار أن يحدثه آل بأي حرف :" أجل فعلت ! ثم أهذا فقط ما يهمك ؟ ماذا عن نفسيتي الفظيعة !؟ آل أتفهم عدم رغبتك بتعريضي للخطر إن قدت أنا السيارة لكن ماذا سيحدث بالعالم إن أنت قدتها ؟ لماذا قد نستيقظ مبكراً جداً فقط للوصول للجامعة ؟ هذا مريع و يستنزف كل طاقتي قبل الوصول حتى ! و اليوم هو ..."

ضربة خفيفة وجهت لرأسه جعلته يصمت بينما ينطق آلفين بملل :" تحرك و حسب ليو و توقف عن هذا التذمر يا أخي , ماذا لو أُصبت بالدوار و أنت تقود ؟! و كنت بمفردك ؟ الأمر قد ينتهي بكارثة ! و أنا لا أريد إستخدام صغيرتك لذا فقط تقبل الواقع "

تمتم بعدة عبارات غير مسموعة بينما يسير فحسب بوجه مُتجهم إلا أنه سرعان ما أبعده و عاد للحديث مع آل بمواضيع مختلفة و ربما أهمها هو تجاهله لإتصال والده عليه بحجة أنه لا يريد سماع التُراهات منه , و قطعاً إستنكر آلفين هذا التصرف و ليو تجاهل الأمر فحسب , هو حقاً لا يريد أن يستمع لوالده و كلماته المسمومة تلك !

بعد ساعة تقريباً كانت عيناه العسلية تحدق بالأسئلة بهدوء بينما يده مُنهمكة بتسجيل الإجابات ، هو ركز بالكامل بما أمامه ، بينما على خلافه تماماً كان ليو يجلس مُحدقاً بورقة الأسئلة بملل شديد ، هو تمكن من معرفة كل الإجابات تقريباً و يرى أن انتهائه بسرعة من حلها سيجعله يجلس بلا أي عمل حتى يخرج رفيقه من امتحانه !

لذا فقط كان يخط الكلمات ببطء شديد بينما يفكر بأنه حقاً درس أكثر مما ينبغي ، مع ذلك كان مُتحمساً و بشدة لرؤية النظرة التي ستظهر على وجه والده و ابن عمه الغبي عندما يرون أنه تفوق ، هو و حتى لو لم يجبره آلفين كان ينوي فعلها ، السهر للصباح تقريباً فقط ليرى تلك النظرة !.

*

عيناه خلال ذاك الأسبوع لم تفارق توأمه و لو لثانية واحدة ، الآن كلاهما بالمطبخ بحيث كان الأصغر يتحرك لإنهاء إعداد الفطور بسرعة بينما الأكبر كان يراقبه بنظرات حائرة حزينة ، تقريباً عاد كلاهما لذات الروتين لكن بشرخ كبير بينهما ، حائط لا يدرك كلاهما متى تم بنائه و لماذا ؟!

حطام خلفته الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن