انطلق هاري مع انفجار دموعه ليحتضن تؤامه بقوة بينما عينا الأخير تقاومان نزول الدمع بقوة شديدة فلم يرغب أن يجعل تؤامه يرى دموعه وقلقه فيقلق عليه ايضاً بل حرص أن يكون الحضن الأمين لتؤامه ومن يمسح دموعه له ، هو أخذ شقيقه بين يديه بقوة وهو يربت على ظهره بابتسامة مطمئنة مع احمرار عينيه ويده الأخرى عبثت بشعر صغيره الثلجي وهو يستمع لشهقات بكائه وحولهما الكلبان الصغيران يحدقان بحيرة شديدة ينتظران نهاية هذا اللقاء ليعرفا ماذا يجب أن يفعلا أو من هو من بينهما هاري !
هنري وبينما يحتضن صغيره أخذ نظرة سريعة ليتأكد أنه بخير ،أبتعد هاري بعد وقت طويل وهو ما زال يشهق كطفل يشكو لأمه عن حلواه المسروقة ، عينا هنري استقرتا على صغيره بحنان شديد وهو يتسائل برقة شديدة كما لو كان يمسك بورقة شجر يابسة تكاد تهوي ارضاً وهو يخشى عليها قسوة الأرض
" هل أنت بخير ؟ هل اذاك ذلك الوغد ؟!كيف تشعر الآن ؟!"هاري رفع رأسه بعينيه المتورمتين فلا يتوقف هو عن البكاء مرة إلا وحصل أمر آخر جعله يبكي مجدداً لكنه ممتن للسبب هذه المرة
تحدث بصوت خافت من بين شهقاته وهو يحدق بمن امامه وابتسامته الحانية التي لطالما كانت دواء قلبه
" أجل أخي انا بخير ، لا تقلق مطلقاً ، اعتذر لاني لم أستطع الاتصال بك وطمأنتك فقد سرق هاتفي !"ثم اردف بحاجبين مقطبين حين انتبه لكلام تؤامه
" لحظة ! ذلك الوغد ؟ هل تعرف من فعلها ؟! "صمت هنري زاد القلق بقلبه ليقترب ممسكناً بقميصه برجاء وهو يتسائل بتوتر واضح
" أخي ماذا فعلت به ؟! "هنري أمسك بيده التي تتشبث بقميصه بعد أن تنهد بأرهاق هامساً بينما عيناه تحدق بخاصة تؤامه دون أي تردد مع ابتسامة هادئة رسمت على وجهه
" لا تقلق ، انا عند وعدي لم أقم بقتله !"وعينا هاري ضاقت أكثر وهو يتسائل بحيرة أكبر وقلبه ينبض بقوة
" ما معنى هذا؟!"هنري أخذ نفساً عميقاً وهو يخرج من جيبه ما استعاده من ذلك الفتى ويطمأن صغيره
" أقصد أنه بخير ،فقط لقنته درساً قاسياً وبالكاد كبحت نفسي عن قتله لاجلك ،استعدت ما أخذه بكل حقارة منك واعدته ، تفضل "مد له الهاتف ومحفظته وأهم من كل ذلك امده بالطمأنينة أن شقيقه لم يفعل شيء قد يودي به لكارثة وكم كان سعيداً أنه جعله يعده قبل أن يغادر ، استلم الهاتف من فوره بابتسامة دلت على سعادته الشديدة وكم اراحت قلب هنري المرهق !
هو كان مستعداً لدفع أي شيء لرؤيته يبتسم فكانت ابتسامته ماءاً أثلج قلبه وروى ظمأه الذي دام أيام ، نسي كل ارهاقه واهماله لطعامه بتلك اللحظة وابتسم بدون شعور وهو يحدق بهاري وهو يتفقد هاتفه الثمين بحماس طفولي لما فيه من ذكريات له ووضع محفظته بجيبه لكنه تذكر حينها فجأءة ذلك الموقف للطفل المنتحر وكلام أمه وأهم من ذلك كله نبرة هنري حين همس بألم لم يجرأ حتى على قول ذلك له مباشرة " أين أخطأت !" رفع راسه بتردد لهنري بتوتر واضح وحزن دفين بعينيه جعلت الأخير يحدق به بحيرة وترقب متسائلاً بقلق
"هل من مشكلة ؟"

أنت تقرأ
حطام خلفته الذكريات
Adventureالأمس ما عاد سوى ذكرى تُرتسم بصفحة بالية بخزائن العقل , ذكريات ما حملت بطياتها سوى كوابيس أبت التخلي عن أصحابها ... غمرت قلوب بعضهم بمُستنقع اليأس الكريه ... هي كصندوق قديم مليء برسومات لصور باهتة رمادية مُمزقة لتثُير بصاحبها مشاعر ما كان بحاجة لها...