بارت 18

2.6K 170 156
                                        

تنفس بعمق يُبعد نظاراته عن عينيه بينما يُعيد جسده للخلف ، الإجتماع إنتهى و بالرغم من كل ذلك و الدليل الذي يُشير إلى أن صغيره بريء لم يكن ذو فائدة !

هو كز على أسنانه بقوة ، بات يشعر بأنها لعبة ما من أسرته ، و هو بطريقة ما غرق بِشباكهم دون أن يُدرك .

أغمض عينيه يعطي الأذن لمن يطرق الباب بالدخول بينما لم يرفع مُقلتيه للنظر حتى لمن قدم و إنما تحدث بنوع من البرود و الحدة :" لا وقت لدي للمواضيع التافهة لذا أنهي ما لديك و غادر "

و تلك الزائرة حدقت به بحاجب مرفوع تتقدم بإتجاهه تنقر بإصبعها على جبينه بنوع من القوة بينما تنطق :" ما بال هذه التقطيبة القبيحة ؟ و هذا المزاج الحاد برايان ؟ "

هي أردفت سريعاً ما إن رفع رأسه بصدمة :" ستصبح عجوزاً و يغزوا وجهك الوسيم هذا الكثير من التجاعيد "

و ضحكة خافتة هربت من بين شفتيه بينما يُجيبها :" عزيزتي لم نعد صغاراً حقاً ! و آجلاً أم عاجلاً سيحدث هذا لكلينا "

عبست ترد سريعاً :" تحدث عن نفسك ! أنا سأبقى شابة حتى أرى أحفادي "

ابتسامة مليئة بالدفء رُسمت على شفتيه و هو يتخيل نفسه كجد حقاً بينما هناك أطفال حوله ، لطالما قال أنه سيعوض تلك السنين التي حُرم بها من رؤية صغيره و وحيده يكبر بأحفاده !

و ابتسامته اختفت و هو يذكر الواقع ، هو ما عاد يثق بأنه قد يبقى حياً مع كل هذه المشاكل بل ربما هو يتمنى الموت على أن يأتي ذلك اليوم الذي يرمقه به ابنه بكره واضح و كم يشعر بأنه بات قريباً منه ، لم يشعر حقاً بنفسه عندما نطق بشيء من السخرية :" لا أظن أن أحفادي أو والدهم سيرغبون بتواجدي بينهم "

شهقة مُتألمة هربت من فمه عندما نطقت زوجته بحنق :" بحق الإله أأنت طفل ؟! ثم تأتي و تلوم ليو على تصرفاته تلك ! أنظر لنفسك برايان ، لما أخبرك آل أنك أكثر من آلمته برأيك ؟ "

هو أشاح بوجهه عنها لتكمل هي بتهجم :" سأخبرك لإن كل ما قلته له بجهة و عبارتك الأخيرة حول موتك بجهة أخرى ! أتدرك أن هذا يعني أن صغيري قلق عليك و على صحتك أكثر من استيائه لأنك وقفت ضده ! "

هي اتجهت للجلوس على المقعد أمام مكتب زوجها تحدق به بنظرات هادئة :" هذا يكفي و أنت تعلم هذا جيداً برايان ، تدرك تماماً أن أسرتك هي السبب لذا أنا آسفة لكن عليك الإختيار و إغلاق كل الدفاتر الماضية الآن و للأبد فأنا لن أفقد صغيري مرتين "

نهضت من مقعدها بينما اتسعت عينا المعني لتردف بنوع من الحنق :" تعلم أنني أحببتك حقاً و قبل أن تتغير لكن أسرتك اللعينة لن تهدأ قبل تدمير صغيري ! و ربما إن علموا بشأن آل سيحاولون إيذائه ! و أنت عليك منعهم من الإعتداء على أسرتك صحيح ؟ لا يمكنني الصمت لذا تصرف أولاً من فضلك "

حطام خلفته الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن