تنفس بعمق يُبعد نظاراته عن عينيه بينما يُعيد جسده للخلف ، الإجتماع إنتهى و بالرغم من كل ذلك و الدليل الذي يُشير إلى أن صغيره بريء لم يكن ذو فائدة !
هو كز على أسنانه بقوة ، بات يشعر بأنها لعبة ما من أسرته ، و هو بطريقة ما غرق بِشباكهم دون أن يُدرك .
أغمض عينيه يعطي الأذن لمن يطرق الباب بالدخول بينما لم يرفع مُقلتيه للنظر حتى لمن قدم و إنما تحدث بنوع من البرود و الحدة :" لا وقت لدي للمواضيع التافهة لذا أنهي ما لديك و غادر "
و تلك الزائرة حدقت به بحاجب مرفوع تتقدم بإتجاهه تنقر بإصبعها على جبينه بنوع من القوة بينما تنطق :" ما بال هذه التقطيبة القبيحة ؟ و هذا المزاج الحاد برايان ؟ "
هي أردفت سريعاً ما إن رفع رأسه بصدمة :" ستصبح عجوزاً و يغزوا وجهك الوسيم هذا الكثير من التجاعيد "
و ضحكة خافتة هربت من بين شفتيه بينما يُجيبها :" عزيزتي لم نعد صغاراً حقاً ! و آجلاً أم عاجلاً سيحدث هذا لكلينا "
عبست ترد سريعاً :" تحدث عن نفسك ! أنا سأبقى شابة حتى أرى أحفادي "
ابتسامة مليئة بالدفء رُسمت على شفتيه و هو يتخيل نفسه كجد حقاً بينما هناك أطفال حوله ، لطالما قال أنه سيعوض تلك السنين التي حُرم بها من رؤية صغيره و وحيده يكبر بأحفاده !
و ابتسامته اختفت و هو يذكر الواقع ، هو ما عاد يثق بأنه قد يبقى حياً مع كل هذه المشاكل بل ربما هو يتمنى الموت على أن يأتي ذلك اليوم الذي يرمقه به ابنه بكره واضح و كم يشعر بأنه بات قريباً منه ، لم يشعر حقاً بنفسه عندما نطق بشيء من السخرية :" لا أظن أن أحفادي أو والدهم سيرغبون بتواجدي بينهم "
شهقة مُتألمة هربت من فمه عندما نطقت زوجته بحنق :" بحق الإله أأنت طفل ؟! ثم تأتي و تلوم ليو على تصرفاته تلك ! أنظر لنفسك برايان ، لما أخبرك آل أنك أكثر من آلمته برأيك ؟ "
هو أشاح بوجهه عنها لتكمل هي بتهجم :" سأخبرك لإن كل ما قلته له بجهة و عبارتك الأخيرة حول موتك بجهة أخرى ! أتدرك أن هذا يعني أن صغيري قلق عليك و على صحتك أكثر من استيائه لأنك وقفت ضده ! "
هي اتجهت للجلوس على المقعد أمام مكتب زوجها تحدق به بنظرات هادئة :" هذا يكفي و أنت تعلم هذا جيداً برايان ، تدرك تماماً أن أسرتك هي السبب لذا أنا آسفة لكن عليك الإختيار و إغلاق كل الدفاتر الماضية الآن و للأبد فأنا لن أفقد صغيري مرتين "
نهضت من مقعدها بينما اتسعت عينا المعني لتردف بنوع من الحنق :" تعلم أنني أحببتك حقاً و قبل أن تتغير لكن أسرتك اللعينة لن تهدأ قبل تدمير صغيري ! و ربما إن علموا بشأن آل سيحاولون إيذائه ! و أنت عليك منعهم من الإعتداء على أسرتك صحيح ؟ لا يمكنني الصمت لذا تصرف أولاً من فضلك "

أنت تقرأ
حطام خلفته الذكريات
Pertualanganالأمس ما عاد سوى ذكرى تُرتسم بصفحة بالية بخزائن العقل , ذكريات ما حملت بطياتها سوى كوابيس أبت التخلي عن أصحابها ... غمرت قلوب بعضهم بمُستنقع اليأس الكريه ... هي كصندوق قديم مليء برسومات لصور باهتة رمادية مُمزقة لتثُير بصاحبها مشاعر ما كان بحاجة لها...