بارت 20

2.5K 179 222
                                    

لطالما عكست الحياة أمانينا محولة إياها لِمقبرة الأمُنيات ، أكان الخطأ منا أم منها ؟ أنحن من قصر بمد أيدينا للإمساك بما نتمنى أن أنها من قطعت أيدينا مهدية لنا عكسها ؟

ربما الحقيقة أننا من زرعنا فكرة اليأس بقلوبنا قبل أن نخطو الخطوة الأولى حتى ! ثم تحركنا للتنفيذ و عقلنا أُشبع من اليأس فأنى له التفكير بالنجاح ؟

هو و مُنذ وصوله قبل ساعة أو اثنتين لهذه الشقة وضع نفسه و الجروين بغرفة و رفض المُغادرة ، بات يدرك ربما أنه من إختار الفشل طريقاً له قبل البدء !

كل ما أراده هو الهرب من كل شيء لا فقط تحرير هنري ربما ؟ رغب بالراحة فقرر بيأس شديد أن الحل الوحيد هو الابتعاد عن توأمه و أي راحة هي هذه التي سيجدها و مصدر الأمان بعيد عنه ؟

و فوق كل ذلك الأمر ليس بتلك السهولة هو لا يمكنه فهم الموقف الذي وجد نفسه به الآن ! هل ذاك الشخص جيد أم لا !؟

أهو راغب بمساعدته فقط أم هناك أمر آخر ؟ و إن أراد مُساعدته لماذا ؟ ربما قبل شهرين من الآن هو ما كان ليخطر على عقله سؤال كهذا مُطلقاً ، فلماذا قد يحتاج أي إنسان لسبب لأجل مُساعدة غيره ؟

لكن الدرس الذي حصل عليه اوين كان كافياً ليدرك ليست كل تلك الأيادي الممُتدة اتجاهنا مع ابتسامة دافئة أو آمنة حتى !

أغمض عينيه يعيد رأسه للخلف و هو يهمس :" هل علي الهرب و العودة ؟ ماذا لو نفذ تهديده ؟ حينها قد يؤذي أخي أيضاً "

أعاد فتح مُقلتيه و هو يحدق من النافذة بالغرفة بينما يردف :" أخي هل أنت بخير ؟ قلبي يؤلم ، أعلم أنني لست على ما يُرام لكن ليس لدرجة تجعلني أشعر و كأن هناك حمل ثقيل ! "

مد يده تلامس الزجاج و فكرة ما خطرت بباله ، ذلك اللعين لم يرسل الصور حقاً أليس كذلك ؟ أجل هو أخبره بابتسامة حاول جعلها شامتة قبل أن يفقد وعيه بأنها ستكون نهايته إن أرسلها لكن قطعاً هو لا يتمنى ذلك ! .

لا يريد تخيل شعور هنري لو شاهدها و بحث عنه دون أي دليل ! أهذا ما يؤلمه ؟ ألهذا هو يشعر بأن دقات قلبه تنبض بعنف ؟ هل توأمه يعيش ذلك الرعب الآن ؟

مُجدداً هل سبب له الألم رغم بعده عنه ؟ و إلى متى عليه فعل ذلك ؟ يده رفعها بنية ضربها بالحائط بقوة شديدة دون الإهتمام لتلك الإصابة بها بينما دموعه إنهمرت بشدة ، إلا أنه و قبل أن تصل يده للجدار يد أخرى أمسكت بها بنوع من الحزم بينما تحدث صاحبها بهدوء :" ما الأمر الآن ؟ يدك حقاً لن تحتمل ضربة كهذه و قد تتسبب بإعادة فتح الجرح "

انتفض جسد الصغير يُبعده عنه عدة خطوات قبل أن يُحدق به بِعتاب :" ماذا تريد الآن ؟ "

تنهد المعني و هو يبعثر خُصلات شعره ، لا يبدوا له أن هذا الفتى قد يثق به سريعاً لذا للآن هو عاجز حتى عن سؤاله حول قصته و كيف انتهى به الأمر ملقي بذاك المُنتزه ؟!

حطام خلفته الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن