لطالما عكست الحياة أمانينا محولة إياها لِمقبرة الأمُنيات ، أكان الخطأ منا أم منها ؟ أنحن من قصر بمد أيدينا للإمساك بما نتمنى أن أنها من قطعت أيدينا مهدية لنا عكسها ؟
ربما الحقيقة أننا من زرعنا فكرة اليأس بقلوبنا قبل أن نخطو الخطوة الأولى حتى ! ثم تحركنا للتنفيذ و عقلنا أُشبع من اليأس فأنى له التفكير بالنجاح ؟
هو و مُنذ وصوله قبل ساعة أو اثنتين لهذه الشقة وضع نفسه و الجروين بغرفة و رفض المُغادرة ، بات يدرك ربما أنه من إختار الفشل طريقاً له قبل البدء !
كل ما أراده هو الهرب من كل شيء لا فقط تحرير هنري ربما ؟ رغب بالراحة فقرر بيأس شديد أن الحل الوحيد هو الابتعاد عن توأمه و أي راحة هي هذه التي سيجدها و مصدر الأمان بعيد عنه ؟
و فوق كل ذلك الأمر ليس بتلك السهولة هو لا يمكنه فهم الموقف الذي وجد نفسه به الآن ! هل ذاك الشخص جيد أم لا !؟
أهو راغب بمساعدته فقط أم هناك أمر آخر ؟ و إن أراد مُساعدته لماذا ؟ ربما قبل شهرين من الآن هو ما كان ليخطر على عقله سؤال كهذا مُطلقاً ، فلماذا قد يحتاج أي إنسان لسبب لأجل مُساعدة غيره ؟
لكن الدرس الذي حصل عليه اوين كان كافياً ليدرك ليست كل تلك الأيادي الممُتدة اتجاهنا مع ابتسامة دافئة أو آمنة حتى !
أغمض عينيه يعيد رأسه للخلف و هو يهمس :" هل علي الهرب و العودة ؟ ماذا لو نفذ تهديده ؟ حينها قد يؤذي أخي أيضاً "
أعاد فتح مُقلتيه و هو يحدق من النافذة بالغرفة بينما يردف :" أخي هل أنت بخير ؟ قلبي يؤلم ، أعلم أنني لست على ما يُرام لكن ليس لدرجة تجعلني أشعر و كأن هناك حمل ثقيل ! "
مد يده تلامس الزجاج و فكرة ما خطرت بباله ، ذلك اللعين لم يرسل الصور حقاً أليس كذلك ؟ أجل هو أخبره بابتسامة حاول جعلها شامتة قبل أن يفقد وعيه بأنها ستكون نهايته إن أرسلها لكن قطعاً هو لا يتمنى ذلك ! .
لا يريد تخيل شعور هنري لو شاهدها و بحث عنه دون أي دليل ! أهذا ما يؤلمه ؟ ألهذا هو يشعر بأن دقات قلبه تنبض بعنف ؟ هل توأمه يعيش ذلك الرعب الآن ؟
مُجدداً هل سبب له الألم رغم بعده عنه ؟ و إلى متى عليه فعل ذلك ؟ يده رفعها بنية ضربها بالحائط بقوة شديدة دون الإهتمام لتلك الإصابة بها بينما دموعه إنهمرت بشدة ، إلا أنه و قبل أن تصل يده للجدار يد أخرى أمسكت بها بنوع من الحزم بينما تحدث صاحبها بهدوء :" ما الأمر الآن ؟ يدك حقاً لن تحتمل ضربة كهذه و قد تتسبب بإعادة فتح الجرح "
انتفض جسد الصغير يُبعده عنه عدة خطوات قبل أن يُحدق به بِعتاب :" ماذا تريد الآن ؟ "
تنهد المعني و هو يبعثر خُصلات شعره ، لا يبدوا له أن هذا الفتى قد يثق به سريعاً لذا للآن هو عاجز حتى عن سؤاله حول قصته و كيف انتهى به الأمر ملقي بذاك المُنتزه ؟!
أنت تقرأ
حطام خلفته الذكريات
Aventuraالأمس ما عاد سوى ذكرى تُرتسم بصفحة بالية بخزائن العقل , ذكريات ما حملت بطياتها سوى كوابيس أبت التخلي عن أصحابها ... غمرت قلوب بعضهم بمُستنقع اليأس الكريه ... هي كصندوق قديم مليء برسومات لصور باهتة رمادية مُمزقة لتثُير بصاحبها مشاعر ما كان بحاجة لها...