مساء ذلك اليوم وبعد لقائه المريب ذاك بهاري ، آلفين أخرج الأمر من عقله كلياً أثناء العمل ولم يخطر بباله ولو للحظة أنه فور أن يخطو خارج عمله سيجد هاري واقفاً أمامه يحدق به بطريقة مريبة ، آلفين تحرك نحوه ببطئ و وقف أمامه يرمش عدة مرات محاولاً التأكد من أن كان يحلم أم لا وان كان هذا الشخص الذي أمامه هاري أم هنري ، إلا أن نظرات من أمامه وظهوره أمام الفين دون أي تنكر أو تذمر علني جعله يدرك أنه التؤام الآخر الذي لم يرقه وجوده مع هنري لسبب ما ، ابتسم بخفة وهو يفكر أن الأخوة الصغار حقا متهورون فلو كان هو سيئا كان يمكن أن يؤذيه وحينها أي كان ما يفعله هنري سيكون بلا قيمة !
ابتسامته تلك جعلت هاري يرفع حاجبه بإستنكار وضم يديه لصدره يحدق به بشيء من الضيق ، هو لم يستطع التوقف عن التفكير بأمر الفين مطلقا منذ رآه وقلبه قلق على تؤامه وتهوره لذا وبدل انتظار الجواب من تؤامه الكتوم ذهب ليحصل على المعلومات بنفسه فقد طلب من أحد زملائه من الشرطة معرفة إلى أين سيذهب الفين لأنه قلق عليه بحجة كونه صديق له وحصل على موقع عمله دون علم هنري بينما كانا يتناولان المثلجات !
الفين شرع بالحديث حين لاحظ أن من أمامه يكتفي بالنظرات والغرق بأفكاره الخاصة
" هل ترغب بقول شيء ما ؟ أم يفترض أن ادعوك لمكان ما أولا مثلاً؟لم يتحرك من مكانه بل هو ما غير حتى من وقفته بل إزدادت تقطيبة حاجبيه يجيبه بنبرة هادئة :" لست بحاجة لدعوتك هذه ! تعلم ما أريده صحيح ؟!"
ابتسم الفين بشيء من العبث وهو يجيبه " سواء عرفته أو لم أعرفه لا يهم عليك قول ما تريده بنفسك ، ما الذي جاء بك إلى هنا؟ ألا يفترض انك تأكل المثلجات الآن مع شقيقك المشاغب ؟"
قلب عيناه و هو يتقدم حتى وقف أمامه مباشرة ينطق :" هذا و يفترض أن تكون الأكبر هنا ! ألن تتوقف عن العبث ؟ أنا قادر على إحضار كل المعلومات حولك و حول من يهمك خلال دقائق فقط ! مكان دراستك ، رفاقك ، سكنك و كل شيء ! "
رفع الفين حاجبيه بإستنكار وهو يجيبه " أنت تنظر لي باستصغار أكثر من اللازم أيها الفتى ! لا يهمني ما يمكنك الحصول عليه لا تنسى أن شقيقك معي ! ثم أهذا هو اسلوبك للحديث مع شخص لا تعلم هو جيد أم لا ؟ لا عجب أنه يقلق عليك ! كما قلت أن كان لديك شيء لقوله قله ، أن كان لدي سؤال فاسال وانا حر أن قررت حينها أن اجيبك أم لا ! "
أنت تقرأ
حطام خلفته الذكريات
Adventureالأمس ما عاد سوى ذكرى تُرتسم بصفحة بالية بخزائن العقل , ذكريات ما حملت بطياتها سوى كوابيس أبت التخلي عن أصحابها ... غمرت قلوب بعضهم بمُستنقع اليأس الكريه ... هي كصندوق قديم مليء برسومات لصور باهتة رمادية مُمزقة لتثُير بصاحبها مشاعر ما كان بحاجة لها...