الغروب لهذا اليوم بدى دموياً بشكل هو لا يمكنه تخيله !
شعور كبير بالاختناق قبض على صدره و شعور سيء يستمر بالظهور و كأنه يخبره لن ينتهي هذا اليوم على خير ، أمر سيء سيحدث بلا ريب .
و منذ متى و شعوره ذاك يخطأ ؟ و رغم كل هذا هو كان قد أخفى ملامحه خلف وشاح تلون بالسواد حيث ما ظهر سوى عيناه الزرقاوتين و كم كانتا مختلفتين عن نظراته المُعتادة .
البرودة سكنت بهما تجعل من يراهما للمرة الأولى يظن أنه ما خلق إلا بها ! و كأنهما لا تمتلكان ذرة مشاعر واحدة ، و كم كانت عيناه بتلك اللحظة كاذبة غير عاكسة له أو لقلبه !
يداه أيضاً أخفاها خلف قفاز جلدي سميك بينما يسير بخطوات هادئة يمسك بين يديه أو بعبارة أدق يجر رجل ما قبل يلقيه أرضاً بإحدى الغابات يربطه بحبل سميك .
ما إن أنهى عمله حتى رفع بصره يحدق بالسماء و كأنه يبحث عن الخلاص ما بين مساحتها الواسعة ، الألم سيطر على مُقلتيه بقوة بينما يده اشتدت تمسك بالمُسدس بقوة شديدة !
الاشمئزاز و الضيق عاد يُغلف نظراته عندما وصله صوت أسيره الناطق بسخرية :" إذاً هل حقاً أحضرتني إلى هنا لتتأمل السماء و الغروب ؟ "
انخفض المعني إليه بابتسامة مخيفة رغم أن الوشاح أخفاها إلا أن الأول شعر بها عندما وصلته نبرة باردة كما الثلج :" ألا تظن أن إغلاق فمك و تأمل الغروب الأخير بحياتك عمل أفضل ؟! "
يشهر مسدسه بوجهه بينما يُردف بنبرة ساخرة :" على الأقل عندما تغيب الشمس سيشعر الجميع بغيابها ! ماذا عنك من سيفعل ؟ "
و التوتر بدأ يعلو ملامح الآخر الذي نطق سريعاً :" مهلاً انتظر أنت حقا لم تخطفني لقتلي مُباشرة "
و السخرية عادت تغلف صوت ليو الذي نطق :" مذهل يبدوا أنك تفكر لكن لا أظن انك ستجيب بأي حال و أنا لا وقت لدي لذا يبدوا أنني سأصل للمرحلة الأخيرة ! "
قطب المعني حاجبيه يجيبه محاولاً جعل المجهول أمامه يخاف و يتركه بحال سبيله ربما :" هذه حماقة و أنت تدرك من أي عصابة أنا صحيح ؟ السيد لن يصمت على ما تفعله ! "
و النتيجة كانت عكسية على ما يبدوا إذا أن الآخر وضع المسدس بفمه بينما ينطق ببرود شديد :" السيد ها ؟ أنت مذهل فقد وصلت للنقطة التي أريدها ، سيدك ذاك أريد الوصول له ، اخبرني عنه و ماضيه و كل ما يتعلق به و الآن ! "
و وجه الرجل شحب و كأن لا دماء به ، هو بدى كما لو أن المسدس الذي يهدد حياته و يشعره بالاختناق رحمة له من أن ينطق و لو بحرف واحد !
و ليو شعر بذلك ليسحب المسدس بعنف بينما يخرج سكين صغيرة ينطق بنبرة ساخرة :" إختر طريقة موتك بنفسك ! إما السهلة أو الصعبة "
و هنا أدرك من معه أنها حقاً ستكون آخر مرة يرى بها الشمس لذا بما أن من أمامه سيقتله بأي حال لما يجب أن يتم تعذيبه أولاً ؟
أنت تقرأ
حطام خلفته الذكريات
Adventureالأمس ما عاد سوى ذكرى تُرتسم بصفحة بالية بخزائن العقل , ذكريات ما حملت بطياتها سوى كوابيس أبت التخلي عن أصحابها ... غمرت قلوب بعضهم بمُستنقع اليأس الكريه ... هي كصندوق قديم مليء برسومات لصور باهتة رمادية مُمزقة لتثُير بصاحبها مشاعر ما كان بحاجة لها...