بارت 7

3K 197 86
                                    

تلك الليلة حملت الكثير من الهدوء على خلاف ما شعر به رب تلك الأسرة و الذي كان يجلس على إحدى الآرائك وبيده فنجان قهوة تتصاعد الأبخرة منه بينما إبنته و زوجته بجواره , أخرج نفسه من أفكاره التي أخذته للماضي البعيد بينما أبعد أنظاره عن تلك الأبخرة ليحدق بمن معه وهو ينطق بإستياء شديد :" أنا حقاً لا أعلم كيف يمكنني إبعاده عن ذلك الفتى ! هو قريب منه للغاية , و لا أعلم حتى إن كانا معاً طوال هذه السنوات ! "

تنفست زوجته بعمق قبل أن تتحدث بهدوء :" عزيزي عليك إعطائه فرصة ، آلفين مازال يحاول تقبل عيشه معنا فهذه خطوة كبيرة لشاب بعمره ، دعه يثق بنا أولاً ثم سيبدأ بالتعلق بنا تدريجياً و ربما يقل اعتماده على رفيقه أيضاً ، ثم من يعلم حتى أن صديقه سيء أيضاً ؟"

زفر الهواء من بين شفتيه بحنق وهو يجيب :" أتمزحين ؟ أتذكرين آلفين الطفل ؟ كان بغاية اللطف و البرائة ، لم يدخل يوماً بأي شجار ! و من ثُم تعرف على ذلك الطفل الثري ، حقاً أمثالهم مُخيفون للغاية ! يمكنني المراهنة أن أسرته قد أمنت له مُستقبله لكن ماذا عن ابن أخي ؟ "

صمت قليلاً يحاول الهدوء قبل أن يُردف :" و الآن أنظري لشخصيته ، هو طيب أُدرك ذلك تماماً لكن أثق أيضاً أن ذاك الفتى له يد بتغييره "

تنهدت بتعب قبل أن تنطق بحذر :" كل شيء وارد لكن حالياً ذلك الفتى قريب منه للغاية و أقرب منا له ، إن هاجمناه هكذا قد نفقد آلفين أيضاً ، و حقاً نحن نهتم لشأن آلفين و لا نريده أن يذهب صحيح ؟ "

مسح على خُصلاته بخفة قبل أن ينهض من مكانه ، فهي مُحقة تماماً ، قد يفقد آلفين إن تذمر بشأن ليو حالياً ، لذا فقط عليه أن لا يذكره وحسب !

****

توقفت تلك السيارة الفاخرة أمام ذلك الحي بينما يستعد أحدهما لمُغادرتها و لكنه قبل أن ينهي جمع كُتبه و مُحاضراته وجد يد رفيقه تمتد إليه بينما ينطق بشيء من المرح :" شكراً جزيلاً لك آل ! هذه الرحلة كانت الأفضل حقاً "

توقف عما يفعله ليحدق برفيقه بكل هدوء قبل أن يبتسم بخفة وهو ينطق بهمس لنفسه :" تعابير وجهك أفضل الآن ! "

آمال ليو برأسه قليلاً قبل أن ينطق آلفين بصوت مسموع له :" جيد أنها نالت إعجاب سيد ليو بذاته "

ضحك الآخر من فوره بينما يجيبه :" أجل بالفعل هي كذلك و هذا متوقع من أخي بالطبع ! "

ابتسم قليلاً قبل أن يفتح الباب بينما ينطق بشيء من التحذير :" إعتني بنفسك جيداً ، و تأكد من النوم مُبكراً "

عاد التملل ليظهر على ملامح ليو الذي نطق من فوره :" بحقك آلفين دع الليلة تمضي دون أن تذكر لي دوام الغد أو العمل ! علي تعليمك أن تستمتع "

تنهد آلفين بهدوء ليغلق الباب فور أن نطق بعبارة :" إلى اللقاء غداً "

أعاد ليو بجسده قليلاً للخلف إلا أن ابتسامته لم تختفي حقاً ، و لا يظنها ستفعل قريباً وجود آلفين بجواره و محاولاته تلك لإخراجه مما يزعجه مُذهلة فهي أدت عملها بشكل تام ، بقي متوقفاً بمكانه حتى غاب رفيقه عن أنظاره ليستدير عائداً للمنزل بهدوء .

حطام خلفته الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن