بارت 17

2.4K 169 231
                                    

بداخل تلك القاعة رهبة شديدة واختناق رهيب شعر به يسحق قلبه ويسلب كل ذرة اوكسجين تحاول دخول رئتيه ، ورغم كل مشاعره الداخلية تلك ملامحه الخارجية كانت مختلفة كلياً، رغم شحوبه وملامحه المرهقة هو لم يظهر أي انكسار أو ذل ولم يترك أي مجال لمشاعر الألم أن تظهر

ثبات وملامح قوية هي ما ظهر وهو يحكم قبضته على تلك الميدالية بين يديه والتي كانت كلماتها منبع ثقته بنفسه ، هو ضغط عليها يستمد منها القوة بينما يتوجه للجلوس على ذلك الكرسي لبدء الامتحان

اقبل المعلم بيده الأسئلة وتواجد مراقبان لمراقبته، هو شعر بألم شديد لكنه تجاهل كل المشاعر التي تحاول أن تحتل قلبه بتلك اللحظة وحرص على تذكر كلمات ال والتي كان يحاول زرعها بقلبه لكي يثق بنفسه ، ووعده له بالنجاح كان الدافع الوحيد ربما لوقوفه هنا بهذه اللحظة ، تقدم بصمت نحو الكرسي ليجلس منتظراً الأسئلة ، وضعها المعلم أمامه بينما يخبره بنبرة مؤنبة
"لا تحاول الغش هذه المرة فنحن لن نتساهل ! وكن ممتناً لهذه الفرصة !"

صر على أسنانه بقوة شديدة ويده احكمت ضغطها على القلم بين يديه وهو يرغب بالنهوض والاعتراض ورمي الأسئلة ارضاً لكن الفين الذي وثق به ووعده بمفاجئة وطلب منه الثقة به يستحق أن يتحمل لاجله صحيح ؟

كان يخبر نفسه بهذا طوال الوقت حتى جاءت الأسئلة أمامه ، هو أخذها بصمت بينما يقرأ الأسئلة وابتسامة ساخرة ظهرت على وجهه

الأسئلة كانت شديدة السهولة وهذا فقط يثبت أنه درس كثيراً حقاً ، لكن لم يشعر بأي سعادة ، هو فقط أخذ القلم بملامح جامدة وبدأ يكتب بسلاسة ولم يرفع القلم أو يحتاج استراحة حتى وهذا آثار استغراب الأستاذ وحاول المراقبة بتمعن حتى يتأكد أنه لا يغش وليو لم يعطي له بالاً حقاً بل تابع يكتب بغير اهتمام

مضت الساعة الأولى من الامتحان فكانت أكثر من كافية لكي يكمل كل الاسئلة بجواب تام !

اقبل المدير لحظتها بينما ليو قد نهض من الكرسي بنية الرحيل فالمكان يشعره برغبة شديدة بالموت وحسب !

تقدم المدير بعد أن جاءه خبر أن ليو أجاب إجابة تامة مجدداً وكم كان هذا صادماً !؟

وقف المدير أمامه فحدق به ليو بنظرات باردة بينما الأخير نطق بصرامة
" لقد نجحت بالاختبار ، ستبقى الآن بالجامعة ! ومن الأفضل أن لا تكرر ما جرى !"

ليو لم يرغب بالرد وهذا ما فعله ، تجاهل كلام من أمامه ليقول ببرود خالجه بعض الضعف
" سأغادر الآن !"

وبينما هو التفت مغادراً فتح الباب بتلك اللحظة ليجعل ليو يتوقف بتفاجأ من مجيء ال بتلك اللحظة بهدوء غريب لا يبشر بخير مطلقاً ، توقف يحدق به مترقباً ما سيجري ومعه انطلق كلام المدير متسائلاً عن وجود شخص غريب هنا
" لما انت هنا سيد اندرسون؟ "

حطام خلفته الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن