غرفة يدخل بها ضوء الشمس مخترقاً الستائر لتزعج تلك الأشعة ذلك الطفل الذي كان يرقد بسريره بكل ملامح البراءة والطمأنينة ،عائم في عالم الاحلام الوردي غير آبه بازعاج تلك الشمس حتى فتح باب غرفته واطل منه ذلك الرجل ذو الشعر الداكن بابتسامة وهو يرى صغيره ذو الخمس سنوات متكور تحت الغطاء ، ضحك بخفة وهو يرى ملامحه وزرقاوتاه تراقب صغيره بكل مودة حتى وضع يده على كتفه محركاً صغيره ليوقظه "الفين ، صغيري أنهض ! حان وقت الاستعداد للمدرسة !"
وهنا تحرك الصغير بضيق وهو يطالب بخمس دقائق أخرى لكن والده أخرجه من سريره بينما يحمله ليتمسك الصغير بوالده وعلامات النعاس ما تزال متعلقة بعينيه ، تمسك بوالده ليضع رأسه على كتفه ليكمل نومه لينطق جين بينما يرفع رأسه
" إلا تريد الذهاب للمدرسة؟! هو يومك الأول !عليك الاستعداد صغيري !"وهنا فتح عينيه بصعوبة وهو يمسحها بيديه الصغيرتين ويحدق بوالده بينما يبتسم ويميل برأسه ببراءة
"صباح الخير ابي "ابتسم جين وهو يحدق به مجيباً
"صباح النور ،هيا إذهب للاستعداد"وهنا عبس ذلك الطفل بين يدي والده وهو يتمسك به بقوة " أبي لا أريد الذهاب ، إلا يمكن تأجيل الأمر !؟"
وهنا تنهد جين وهو يجيب بابتسامة عذبة"لن نؤجله عليك التغلب على خجلك اثق انك ستجد رفاق وستكون تلميذ مجتهد ! أنا وامك ننتظر منذ زمن هذا اليوم ! ألم تقل انك ترغب أن تصير مثلي يوماً!؟"
أومأ الصغير وهو يتمعن النظر بوالده الذي اردف " اذا عليك أن تدرس جيداً فالمدرسة هي فرصتك لهذا ، حين تتخرج وتصبح بالجامعة سنعمل معا اناوانت "
والده يدرك أن هذا لطالما كان أكثر ما يحفزه لذا لجعل صغيره الخجول ينفتح قليلاً ربما ويحاول أن يصبح أكثر جرأة عليه أن يقنعه بما يحبه
والصغير غرق بعالم الاحلام بوجنتين متوردتين وهو يومأ لينزله والده وهو يحثه على الاستعداد وقد بدا بالفعلفور انتهائه نزل لتستقبله ابتسامة والدته وهي تتجه ناحيته وهي تحتضن صغيرها وتقبله وهي تراه يحمل حقيبة المدرسة لأول مرة بل كادت دموع الفرح تهرب منها وهي تحضنه بقوة بملامحه البريئة تلك
"انهم يكبرون بسرعة ! "أقبلت شقيقته ذات الثلاث سنوات وهي تمسك بملابسه مرددة بحروف مبعثرة " انهم يكبرون بسرعة !"
والصغير تمسك بأمه بحيرة وهو لا يفهم أي شي
وهي لا تفهم أي شيء منها ! الفين ابتسم بخفة ليحتضن صغيرته بقوة وهو ينطق بابتسامة " ايزا صباح الخير !"
الصغيرة بادلته وهو تجيب ببطئ" صباح الخير الفين!"
وفقط ابتسامتها له ووجودها قربه يجعله يتمنى وضعها بصندوق أمن يحميها من كل من قد يزعجها ! كانت الوحيدة التي قد يخرج من طوره الخجول لأجلها أو قد يكون درع بشري حتى !
أنت تقرأ
حطام خلفته الذكريات
Adventureالأمس ما عاد سوى ذكرى تُرتسم بصفحة بالية بخزائن العقل , ذكريات ما حملت بطياتها سوى كوابيس أبت التخلي عن أصحابها ... غمرت قلوب بعضهم بمُستنقع اليأس الكريه ... هي كصندوق قديم مليء برسومات لصور باهتة رمادية مُمزقة لتثُير بصاحبها مشاعر ما كان بحاجة لها...