أغمض حدقتيه العسلية و هو يعيد ظهره للخلف عله يحظى بقليل من الراحة فالعمل اليوم كان مُتعِباً بالفعل !
بكل فنية و أخرى كان رفيقه يلقي عليه نظرة خاطفة للتأكد من أنه لم يغفو من التعب ، هو يدرك بأن عمل رفيقه هذا أصعب من عمله هو ، لذا ربما قليل من الراحة ستساعد على الاسترخاء ؟
هو توقف أمام مطعم ما قبل أن ينطق بخفة :
" آل سأحضر بعض الطعام للعشاء موافق ؟ "فتح إحدى عيناه ليحدق بالمكان و المطعم أمامه قبل أن يومأ إيجاباً ثم يعود لإغلاقها مُجدداً ، هو ليس نائم حقاً وإنما شارد بأفكاره بعيداً يخطط كعادته لكل شيء !
بناء ذاته من الصفر و النهوض بمفرده ، ليس إعتراضاً على من قدم له يد المُساعدة و إنما تحقيقاً لرضاه الذاتي عن نفسه .
هو لم يفتح عيناه حتى عندما شعر بعودة صديق دربه ، ابتسامة طفيفة رُسمت على وجهه عندما عبقت رائحة السيارة بالبيتزا فمن بجانبه مجنون بها ، و إن كان هو يحبها أيضاً !
بعد بُرهة من الزمن توقفت السيارة مُجدداً ليعقد آلفين حاجباه فهو لم يشعر بأنهم عادوا للمنزل و لم يسمع الحارس وهو يلقي التحية .
فتح عيناه مُظهراً لونهما العسلي قبل أن تتسع مُقلتيه عند رؤيته لشاطئ البحر أمامهما مُباشرة .
هو نظر لرفيقه الذي ابتسم بمرح بينما ينطق :
" ماذا نحن بحاجة لقليل من الراحة صحيح ؟ "هو حرك رأسه إيجاباً بابتسامة هادئة ليبعد حزام الأمان عنه و ينزل من فوره ، ليس وكأنه سيرفض مثل هذا العرض بزيارة مكانه المُفضل !
أغمض عيناه مُستنشقاً لرائحة البحر و رطوبته مُستعيداً بذلك جزء كبير من طاقته ، بالنهاية أخرجه من كل ذلك صوت ليو الذي نطق بتذمر :
" أنا جائع و البيتزا ستبرد ! "إتجه له بخفة بينما يجول بأنظاره للمكان وهو يتحدث :
" هل سنجلس على الرمال ؟"لم يجبه ليو بل سار حتى جلس على مُقدمة سيارته بينما يضع الطعام على قدميه وهو ينطق بمرح :
" يمكنك الإستلقاء أيضاً لتأمل السماء ! "رمش آلفين بشيء من الدهشة قبل أن يرفع أحد حاجباه بسخرية وهو ينطق :
" أتمزح معي أم ماذا ؟! "تهجمت ملامحه وهو يجيبه :
" ألا يعجبك الجلوس على صغيرتي ؟ هي مُريحة ! و أيضاً هذا عرض خاص لا يتكرر يومياً لذا لا تفوته "حرك كفيه بلا مُبالاة ليسير و يجلس بجوار صديقه على السيارة بينما يناوله ليو طعامه .
كِلاهما حدق بالبحر أمامهما بهدوء بينما يتناولان وجبتهما ، أول من كسر الصمت كان ليو الذي تحدث بمرح :
" إذاً هل أحببت عملك ؟ أتعرفت على فتاة ما ؟ لا يمكنك إيجاد صديق آخر بكل حال فأنا أكثر من كافٍ لك "
أنت تقرأ
حطام خلفته الذكريات
Aventuraالأمس ما عاد سوى ذكرى تُرتسم بصفحة بالية بخزائن العقل , ذكريات ما حملت بطياتها سوى كوابيس أبت التخلي عن أصحابها ... غمرت قلوب بعضهم بمُستنقع اليأس الكريه ... هي كصندوق قديم مليء برسومات لصور باهتة رمادية مُمزقة لتثُير بصاحبها مشاعر ما كان بحاجة لها...