بارت 3

3.5K 265 45
                                    

أغمض حدقتيه العسلية و هو يعيد ظهره للخلف عله يحظى بقليل من الراحة فالعمل اليوم كان مُتعِباً بالفعل !

بكل فنية و أخرى كان رفيقه يلقي عليه نظرة خاطفة للتأكد من أنه لم يغفو من التعب ، هو يدرك بأن عمل رفيقه هذا أصعب من عمله هو ، لذا ربما قليل من الراحة ستساعد على الاسترخاء ؟

هو توقف أمام مطعم ما قبل أن ينطق بخفة :
" آل سأحضر بعض الطعام للعشاء موافق ؟ "

فتح إحدى عيناه ليحدق بالمكان و المطعم أمامه قبل أن يومأ إيجاباً ثم يعود لإغلاقها مُجدداً ، هو ليس نائم حقاً وإنما شارد بأفكاره بعيداً يخطط كعادته لكل شيء !

بناء ذاته من الصفر و النهوض بمفرده ، ليس إعتراضاً على من قدم له يد المُساعدة و إنما تحقيقاً لرضاه الذاتي عن نفسه .

هو لم يفتح عيناه حتى عندما شعر بعودة صديق دربه ، ابتسامة طفيفة رُسمت على وجهه عندما عبقت رائحة السيارة بالبيتزا فمن بجانبه مجنون بها ، و إن كان هو يحبها أيضاً !

بعد بُرهة من الزمن توقفت السيارة مُجدداً ليعقد آلفين حاجباه فهو لم يشعر بأنهم عادوا للمنزل و لم يسمع الحارس وهو يلقي التحية .

فتح عيناه مُظهراً لونهما العسلي قبل أن تتسع مُقلتيه عند رؤيته لشاطئ البحر أمامهما مُباشرة .

هو نظر لرفيقه الذي ابتسم بمرح بينما ينطق :
" ماذا نحن بحاجة لقليل من الراحة صحيح ؟ "

هو حرك رأسه إيجاباً بابتسامة هادئة ليبعد حزام الأمان عنه و ينزل من فوره ، ليس وكأنه سيرفض مثل هذا العرض بزيارة مكانه المُفضل !

أغمض عيناه مُستنشقاً لرائحة البحر و رطوبته مُستعيداً بذلك جزء كبير من طاقته ، بالنهاية أخرجه من كل ذلك صوت ليو الذي نطق بتذمر :
" أنا جائع و البيتزا ستبرد ! "

إتجه له بخفة بينما يجول بأنظاره للمكان وهو يتحدث :
" هل سنجلس على الرمال ؟"

لم يجبه ليو بل سار حتى جلس على مُقدمة سيارته بينما يضع الطعام على قدميه وهو ينطق بمرح :
" يمكنك الإستلقاء أيضاً لتأمل السماء ! "

رمش آلفين بشيء من الدهشة قبل أن يرفع أحد حاجباه بسخرية وهو ينطق :
" أتمزح معي أم ماذا ؟! "

تهجمت ملامحه وهو يجيبه :
" ألا يعجبك الجلوس على صغيرتي ؟ هي مُريحة ! و أيضاً هذا عرض خاص لا يتكرر يومياً لذا لا تفوته "

حرك كفيه بلا مُبالاة ليسير و يجلس بجوار صديقه على السيارة بينما يناوله ليو طعامه .

كِلاهما حدق بالبحر أمامهما بهدوء بينما يتناولان وجبتهما ، أول من كسر الصمت كان ليو الذي تحدث بمرح :
" إذاً هل أحببت عملك ؟ أتعرفت على فتاة ما ؟ لا يمكنك إيجاد صديق آخر بكل حال فأنا أكثر من كافٍ لك "

حطام خلفته الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن