لم يستطع إبعاد عسليتيه عن رفيقه الذي كان يتحدث بمرح بينما يتناول طعامه و ما تمكن حقاً من عدم مقاطعة كلامه بل نطق بشيء من العتاب :" كان بإمكانك أن تعرض عليها إيصال للمطار صحيح ؟ "
عبس بقوة بينما يجيبه وهو يشيح بوجهه عنه :" لقد فعلت أنت ذلك صحيح ؟! و هي رفضت هذا ! إذاً ماذا كنت تريد مني أن أفعل ؟ "
تنهد بتعب شديد بينما ينطق بهدوء :" المحاولة منك مختلفة و أنت تعلم هذا ! "
نظر لرفيقه قليلاً بشيء من العتاب قبل أن يشيح بوجهه عنه و يكمل تناول طعامه بصمت , لا يمكنه التعامل مع والدته و من أمامه يعرف هذا جيداً إذاً عليه أن يكف عن تلك المحاولات اليائسة لجعله يتقرب من والديه !
و الآخر تنفس بعمق و قد قرر الإغلاق على الموضوع مرة أُخرى , لا يمكنه إجبار رفيقه على أن يُحبهما ليس وكأنه لا يقدر مشاعر صديقه و مع هذا هو لن يتوقف عن أي محاولة ممكنة لتقريبهم مُجدداً عله يعود لحياته التي كان يعيشها قبل كل تلك المشاكل .
أعاد حدقتيه العسلية لليو العابس لينطق بملل :" ليو إن كنت ستُمضي الوقت بهذه الطريقة فأنا سأعود لمنزل عمي الليلة "
شهق بشيء من القوة وهو يقف من فوره بينما ينطق :" أهذا ذنبي الآن !؟ أنت شخص سيء ! تعلم أن هذا الموضوع يُزعجني مع ذلك تستمر بالحديث عنه ! و لن تذهب لأي مكان لإنني ببساطة حينها سأخيم أسفل نافذة غرفتك لإزعاجك طوال الليل !"
ابتسم بينما يرفع أحد حاجبيه بسخرية :" أهذا يفترض به أن يكون تهديد حقاً ؟ "
نفخ وجنتيه من فوره بعبوس بينما ينطق بتذمر :" كيف فقط يمكنك التعامل مع صديق مُذهل مثلي بمثل هذه التصرفات اللئيمة !؟ أكرهك "
و هنا لم يمنع الآخر نفسه من الضحك بخفة بينما يجيب :" حسناً أيها الطفل سوف نتأخر عن الجامعة هيا تحرك "
تنفس الآخر بعمق وهو ينطق بسخط :" الجامعة و العمل ! هل سأمضي حياتي بالدراسة ؟ كم هذا فظيع "
هو أكمل سيل تذمراته بينما ينطلق للإستعداد إلا أنه و فور دخوله لغرفته ابتسم بشيء من السعادة فاليوم على الأقل هو لن يقضيه بمفرده و هذا يجعله سعيد حقاً !
لكن للحظات تبادر لعقله فكرة أُخرى أظهرت شيء من الجد على ملامحه , هو قبض على يده بينما يحدق بإنعكاسه بالمرآة , كيف يمكنه أن يُخبر آل بأنه هُنا دائماً لأجله ؟! دون أن يزعجه ؟ ليس أحمقاً و لا مُغفلاً لئلا يُدرك أن رفيقه هُنا يحاول تناسي كل شيء و المكان الذي سيكون عمه و أسرته به الليلة , لا يريد أن يتحدث بطريقة مُباشرة كما لا يرغب بأن يصمت ويفسح له المجال بالتفكير بأفكار كئيبة بمفرده دون أن يعلم ما يدور بعقله فحسب .
بعثر خُصلاته وهو يقرر بأنه سيجد طريقة ما لإيصال ما يرغب به له خلال الليلة بما أن الوقت لازال مُبكراً , و الآن أفضل طريقة ربما هي عدم تركه بمفرده فترة طويلة كما يفعل هو بهذه اللحظة , لذا أنهى إستعداده بسرعة و إنطلق بشيء من المرح للأسفل مُبتدئاً بخُطته أو رغبته بالحفاظ على نشاط أخاه و أفكاره !
أنت تقرأ
حطام خلفته الذكريات
Adventureالأمس ما عاد سوى ذكرى تُرتسم بصفحة بالية بخزائن العقل , ذكريات ما حملت بطياتها سوى كوابيس أبت التخلي عن أصحابها ... غمرت قلوب بعضهم بمُستنقع اليأس الكريه ... هي كصندوق قديم مليء برسومات لصور باهتة رمادية مُمزقة لتثُير بصاحبها مشاعر ما كان بحاجة لها...