بارت 9

2.5K 194 119
                                    

لم يستطع إبعاد عسليتيه عن رفيقه الذي كان يتحدث بمرح بينما يتناول طعامه و ما تمكن حقاً من عدم مقاطعة كلامه بل نطق بشيء من العتاب :" كان بإمكانك أن تعرض عليها إيصال للمطار صحيح  ؟ "

عبس بقوة بينما يجيبه وهو يشيح بوجهه عنه :" لقد فعلت أنت ذلك صحيح ؟! و هي رفضت هذا ! إذاً ماذا كنت تريد مني أن أفعل ؟ "

تنهد بتعب شديد بينما ينطق بهدوء :" المحاولة منك مختلفة و أنت تعلم هذا ! "

نظر لرفيقه قليلاً بشيء من العتاب قبل أن يشيح بوجهه عنه و يكمل تناول طعامه بصمت , لا يمكنه التعامل مع والدته و من أمامه يعرف هذا جيداً إذاً عليه أن يكف عن تلك المحاولات اليائسة لجعله يتقرب من والديه !

و الآخر تنفس بعمق و قد قرر الإغلاق على الموضوع مرة أُخرى , لا يمكنه إجبار رفيقه على أن يُحبهما ليس وكأنه لا يقدر مشاعر صديقه و مع هذا هو لن يتوقف عن أي محاولة ممكنة لتقريبهم مُجدداً عله يعود لحياته التي كان يعيشها قبل كل تلك المشاكل .

أعاد حدقتيه العسلية لليو العابس لينطق بملل :" ليو إن كنت ستُمضي الوقت بهذه الطريقة فأنا سأعود لمنزل عمي الليلة "

شهق بشيء من القوة وهو يقف من فوره بينما ينطق :" أهذا ذنبي الآن !؟ أنت شخص سيء ! تعلم أن هذا الموضوع يُزعجني مع ذلك تستمر بالحديث عنه ! و لن تذهب لأي مكان لإنني ببساطة حينها سأخيم أسفل نافذة غرفتك لإزعاجك طوال الليل !"

ابتسم بينما يرفع أحد حاجبيه بسخرية :" أهذا يفترض به أن يكون تهديد حقاً ؟ "

نفخ وجنتيه من فوره بعبوس بينما ينطق بتذمر :" كيف فقط يمكنك التعامل مع صديق مُذهل مثلي بمثل هذه التصرفات اللئيمة !؟ أكرهك "

و هنا لم يمنع الآخر نفسه من الضحك بخفة بينما يجيب :" حسناً أيها الطفل سوف نتأخر عن الجامعة هيا تحرك "

تنفس الآخر بعمق وهو ينطق بسخط :" الجامعة و العمل ! هل سأمضي حياتي بالدراسة ؟ كم هذا فظيع "

هو أكمل سيل تذمراته بينما ينطلق للإستعداد إلا أنه و فور دخوله لغرفته ابتسم بشيء من السعادة فاليوم على الأقل هو لن يقضيه بمفرده و هذا يجعله سعيد حقاً !

لكن للحظات تبادر لعقله فكرة أُخرى أظهرت شيء من الجد على ملامحه , هو قبض على يده بينما يحدق بإنعكاسه بالمرآة , كيف يمكنه أن يُخبر آل بأنه هُنا دائماً لأجله ؟! دون أن يزعجه ؟ ليس أحمقاً و لا مُغفلاً لئلا يُدرك أن رفيقه هُنا يحاول تناسي كل شيء و المكان الذي سيكون عمه و أسرته به الليلة , لا يريد أن يتحدث بطريقة مُباشرة كما لا يرغب بأن يصمت ويفسح له المجال بالتفكير بأفكار كئيبة بمفرده دون أن يعلم ما يدور بعقله فحسب .

بعثر خُصلاته وهو يقرر بأنه سيجد طريقة ما لإيصال ما يرغب به له خلال الليلة بما أن الوقت لازال مُبكراً , و الآن أفضل طريقة ربما هي عدم تركه بمفرده فترة طويلة كما يفعل هو بهذه اللحظة , لذا أنهى إستعداده بسرعة و إنطلق بشيء من المرح للأسفل مُبتدئاً بخُطته أو رغبته بالحفاظ على نشاط أخاه و أفكاره !

حطام خلفته الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن