بارت 5

3.5K 196 72
                                    

التعب و الانزعاج من الحياة بما فيها كانت مرسومة على ملامح وجهه ، هو فتح باب الشقة بهدوء كما هي عادته ليجول بنظره بأرجائها !

قطب حاجبيه قليلاً ليضع ما بيده من أكياس على الطاولة و يتجه لغُرفة النوم ، إبتسامة هادئة خالطها بعض من الحُزن صدرت منه فور وقوع بصره على توأمه النائم !

سار بخطوات هادئة اتجاهه لتتسع ابتسامته تلك فور رؤيته لعبوس طفيف مرسوم على وجه النائم ، هو غاضب منه و يدرك هذا جيداً ، شقيقه البريء هذا عليه حقاً الحفاظ عليه من كل شيء ! هذه هي أعظم أمنية لديه .

مسح على خُصلاته الثلجية بينما ينطق بصوت لطيف :" هاري ! هيا إستيقظ لقد أحضرت العشاء "

فتح الآخر عيناه لينظر نحو شقيقه الأكبر بتقطيبة مُستاءة قبل أن يجيبه بشيء من الحزن :" لا أريد ! لستُ جائعاً "

بعثر خُصلاته بعشوائية بينما يُخفض بصره أرضاً ، هو حقاً يريد رؤية توأمه سعيد لكن الآن كيف له أن يجعله يبتسم ؟ و هو يدرك تماماً سبب غضب شقيقه منه و إن لم يتحدث ؟! بل ربما الأهم أنه لا يمكنه الخضوع لطلب شقيقه فحسب , هذا مستحيل تماماً لذا فقط إخباره بأنه سينفذ ما يرغب به ضرب من الخيال و بهذا وجب عليه البحث عن حل آخر !

الآخر بدأ ضميره بتأنيبه بسبب ذلك الحزن الذي خيم على الأكبر ، هو لم يقصد هذا حقاً ! لذا إعتدل بجلسته مُديراً حدقتيه الزرقاوتين بالغرفة قبل أن يعبس وهو ينطق :" أين العشاء أيها الكاذب ؟ "

رفع نظره ليضحك بخفة على تلك الملامح التي رسمها توأمه بينما ينهض من جواره :" و هل ستتناول طعامك على سريرك ؟ هيا إنهض و إغتسل ثم تعال انه بالخارج "

تحرك هاري من فوره مُنفذاً أوامر الأكبر وما هي إلا دقائق حتى كان جالساً بجانب هنري يتناولان الطعام بصمت حيث غرق كل منهما بعالمه الخاص و أفكاره !

هنري أخرج نفسه أولاً من تلك الدوامة ليتحدث بهدوء :" إذاً هل أنهيت مراجعتك للمادة ؟ "

رفع هاري رأسه بينما يجيبه :" لا ! سأكملها الآن لا تقلق "

رسم ابتسامة على وجهه بينما ينطق :" لستُ قلقاً من هذه الناحية مُطلقاً ! فأنت بالفعل درست كثيراً "

كتف ذراعيه لصدره وهو يجيبه بضيق :" أما أنا فقلق من هذه الناحية عليك ! الواقع قلق من كل شيء "

نظر هنري له قبل أن ينهض وهو يجيبه بجد :" ليس عليك القلق من أي شيء ! اعتمد علي و ثق بي يا أخي "

وقف هو الآخر بهدوء بينما يتحدث بصوت شبه منخفض :" أنا بالفعل أثق بك و أعتمد عليك بكل شيء ! لكن من حقي أيضاً القلق على أخي "

أومأ هنري له بهدوء ليبدأ برفع الصحون عن المائدة :" لا داعي للقلق أنا بخير ! "

عض الآخر على شفتيه بضيق وقد إتجه لكتابه مُجدداً ، هو حدق بذلك الكوب الذي احتوى على مشروب الشكولا و الذي لم يمسه حتى ، ها قد عاد كلاهما لذات النقطة !

حطام خلفته الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن