التعب و الانزعاج من الحياة بما فيها كانت مرسومة على ملامح وجهه ، هو فتح باب الشقة بهدوء كما هي عادته ليجول بنظره بأرجائها !
قطب حاجبيه قليلاً ليضع ما بيده من أكياس على الطاولة و يتجه لغُرفة النوم ، إبتسامة هادئة خالطها بعض من الحُزن صدرت منه فور وقوع بصره على توأمه النائم !
سار بخطوات هادئة اتجاهه لتتسع ابتسامته تلك فور رؤيته لعبوس طفيف مرسوم على وجه النائم ، هو غاضب منه و يدرك هذا جيداً ، شقيقه البريء هذا عليه حقاً الحفاظ عليه من كل شيء ! هذه هي أعظم أمنية لديه .
مسح على خُصلاته الثلجية بينما ينطق بصوت لطيف :" هاري ! هيا إستيقظ لقد أحضرت العشاء "
فتح الآخر عيناه لينظر نحو شقيقه الأكبر بتقطيبة مُستاءة قبل أن يجيبه بشيء من الحزن :" لا أريد ! لستُ جائعاً "
بعثر خُصلاته بعشوائية بينما يُخفض بصره أرضاً ، هو حقاً يريد رؤية توأمه سعيد لكن الآن كيف له أن يجعله يبتسم ؟ و هو يدرك تماماً سبب غضب شقيقه منه و إن لم يتحدث ؟! بل ربما الأهم أنه لا يمكنه الخضوع لطلب شقيقه فحسب , هذا مستحيل تماماً لذا فقط إخباره بأنه سينفذ ما يرغب به ضرب من الخيال و بهذا وجب عليه البحث عن حل آخر !
الآخر بدأ ضميره بتأنيبه بسبب ذلك الحزن الذي خيم على الأكبر ، هو لم يقصد هذا حقاً ! لذا إعتدل بجلسته مُديراً حدقتيه الزرقاوتين بالغرفة قبل أن يعبس وهو ينطق :" أين العشاء أيها الكاذب ؟ "
رفع نظره ليضحك بخفة على تلك الملامح التي رسمها توأمه بينما ينهض من جواره :" و هل ستتناول طعامك على سريرك ؟ هيا إنهض و إغتسل ثم تعال انه بالخارج "
تحرك هاري من فوره مُنفذاً أوامر الأكبر وما هي إلا دقائق حتى كان جالساً بجانب هنري يتناولان الطعام بصمت حيث غرق كل منهما بعالمه الخاص و أفكاره !
هنري أخرج نفسه أولاً من تلك الدوامة ليتحدث بهدوء :" إذاً هل أنهيت مراجعتك للمادة ؟ "
رفع هاري رأسه بينما يجيبه :" لا ! سأكملها الآن لا تقلق "
رسم ابتسامة على وجهه بينما ينطق :" لستُ قلقاً من هذه الناحية مُطلقاً ! فأنت بالفعل درست كثيراً "
كتف ذراعيه لصدره وهو يجيبه بضيق :" أما أنا فقلق من هذه الناحية عليك ! الواقع قلق من كل شيء "
نظر هنري له قبل أن ينهض وهو يجيبه بجد :" ليس عليك القلق من أي شيء ! اعتمد علي و ثق بي يا أخي "
وقف هو الآخر بهدوء بينما يتحدث بصوت شبه منخفض :" أنا بالفعل أثق بك و أعتمد عليك بكل شيء ! لكن من حقي أيضاً القلق على أخي "
أومأ هنري له بهدوء ليبدأ برفع الصحون عن المائدة :" لا داعي للقلق أنا بخير ! "
عض الآخر على شفتيه بضيق وقد إتجه لكتابه مُجدداً ، هو حدق بذلك الكوب الذي احتوى على مشروب الشكولا و الذي لم يمسه حتى ، ها قد عاد كلاهما لذات النقطة !
أنت تقرأ
حطام خلفته الذكريات
Adventureالأمس ما عاد سوى ذكرى تُرتسم بصفحة بالية بخزائن العقل , ذكريات ما حملت بطياتها سوى كوابيس أبت التخلي عن أصحابها ... غمرت قلوب بعضهم بمُستنقع اليأس الكريه ... هي كصندوق قديم مليء برسومات لصور باهتة رمادية مُمزقة لتثُير بصاحبها مشاعر ما كان بحاجة لها...