مرت الأيام شديدة السرعة ومعها العديد من التقلبات التي يفشل المرء في أن يلاحظها إلا بعد فوات الأوان وحين تصبح أعمق من أن يتم استأصالها دون ضرر !
شهر انقضى بعد تلك الزيارة التي جمعته بتؤامه ومن وقتها وهو يكتفي بالرد على اتصالاته في محاولة يائسة منه لابعاده عن الخطر ولسبب أو لآخر تؤامه أيضا ما عاد يطلب منه المجيء
رغم شعوره بالضيق من ذلك وفكرة أن تؤامه وجد بديل له تؤرقه لكن هذا سهل عليه تقبل فكرته التي يسعى لها والبدء بالتمهيد وان كان كل اتصال من تؤامه ونبرة صوته المتلهفة تضعفه وتزرع القلق والشك بقلبه إلا أنه عزم على ما أراده لاجل مستقبل أفضل ربما ؟
وقطعاً لا نية له بإبلاغ تؤامه بذلك إلا أنه يحاول ومنذ مدة أن يضع مسافة أمان بينهما لكي يتقبل تؤامه ما قد يحدث لاحقاً بشكل أسرع لكنه وبكل اتصال يجد نفسه يفشل بهذا !
كان يقف غارقاً بهذه الأفكار بمقر العصابة الواسع والذي كان عبارة عن منزل متوسط لابعاد الشبهات عنهم تجمع فيه عدد من رجالها بأمر من مساعد سامويل ومن ضمنهم هنري والذي رغب بشدة بتجاهل ذلك إلا أنه أقنع نفسه بضرورة تحمل هذا ربما ؟ على الأقل مؤقتاً ! أو هذا ما كان يصبر به نفسه
ظهر فجأءة مساعد سامويل وهو يسير بخطوات بطيئة ليظهر خلفه فتى صغير يبدو بعمر المراهقة وهو يسير خلفه بهدوء ، هنري كان يقف مستنداً للجدار متجاهلاً كل ما يجري حوله وكل من معه بالغرفة وهو يبدو بمزاج سيء بحق ولم يكترث أحد للحديث معه بأي حال بل التهامس عن رغبتهم بالتخلص من مغرور مثله وحسب وهذا لم يضايقه رغم أنه سمع همسهم لكن قابل ذلك بالتجاهل ونظرات باردة غير مكترثة
وقف المساعد والفتى بالمنتصف والذي كان بشعر بني وعينان عسليتان بشرته مائلة للسمرة وملامح الهدوء على وجهه ، هنري التفت إليه بالبداية بسبب صغر سنه مفكراً هل هذا الفتى تورط مثلما حصل معه ومع تؤامه ؟ لكنه أزال هذه الفكرة بعد رؤية ملامحه ! لم يبدو عليه الانزعاج أو الألم من ما يجري ولا الرفض لكل هذا لذا هذا جعل هنري يخفض رأسه ويعود لأفكاره متجاهلاً الوافد الجديد
نطق الرجل بنبرة منزعجة وهو يشير للفتى
" هذا فرد جديد ينظم لنا ، السيد سامويل قبل مجموعة منهم ولكن طالما هو بعمر صغير فقد أرسله إلى هنا ليتعلم العمل !"التفت إليه أحد الرجال وهو يتحدث بغرور
"رغم أن هذا مزعج لي لكن اعطه لي الفتى يحتاج معلم جيد ولا أحد يمكنه فعلها مثلي !"هنري اغمض عينيه غير مكترث بهذا وتحرك بخطوات بطيئة ينوي الخروج فاستوقفه صوت مساعد سام لينطق متجاهلاً الرجل
" هنري ،السيد سامويل طلب أن يكون الفتى مساعد لك ! هو صغير بالسن ويجب أن يتعلم ممن هو بمثل سنه ! وهي فرصتك لتثبت له انك قادر على أن تتولى منصب مهم بالمستقبل ! أخبرني أنه حدثك بالأمر !"
أنت تقرأ
حطام خلفته الذكريات
Adventureالأمس ما عاد سوى ذكرى تُرتسم بصفحة بالية بخزائن العقل , ذكريات ما حملت بطياتها سوى كوابيس أبت التخلي عن أصحابها ... غمرت قلوب بعضهم بمُستنقع اليأس الكريه ... هي كصندوق قديم مليء برسومات لصور باهتة رمادية مُمزقة لتثُير بصاحبها مشاعر ما كان بحاجة لها...