الشمس كانت شبه حارقة ، و أزيز الحشرات بدى صوتها واضحاً كأنهم بمنتصف فصل الصيفتنهيدة مُتذمرة صدرت من الشاب ذو الخُصلات الزرقاء الداكنة و هو يقف أمام المرآة بكل هدوء يحاول اختيار ثياب تلائم ربما مكانة أسرته؟
لكنه سرعان ما ابتسم بحنق :" بجدية ليو سوين لا ينقصك سوى القليل من التعقل ! منذ متى و أنت تهتم لشيء سخيف كهذا "
عبس من فوره و هو يتابع تذمره أمام المرآة :" ثم ألا يكفي التنمر ، لم أنم بالأمس جيداً و الآن علي الاستيقاظ مع طلوع الشمس لأجل الجامعة و الرحمة ! و فوق هذا ذلك العجوز يريد عمل سخيف ، هل أنا متفرغ له ؟ "
تنهد بذات الاستياء خاصته قبل أن يرتدي بلوزة بنصف كُم باللون الرمادي الفاتح و بنطال أزرق داكن ، صفف شعره بطريقة تقليدية غير رسمية ثم ارتدى ساعة ذات ماركة متوسطة مع حذاء رياضي ..
هو حدق بنفسه بالمرآة مُجدداً ثم ابتسم بغرور مصطنع ينطق :" و الآن أنظروا لكل هذه الوسامة ! "
و العبوس عاد يطغى على ملامحه كطفل سرقت دميته ما إن وصله صوت رفيق طفولته :" إن لم تسرع الآن سأذهب وحدي ليو "
شهقة صدرت منه بينما يحمل كتبه سريعاً و حاسوبه المتنقل معه ليهتف :" لا تكن متنمراً منذ الصباح ! فظيع تجيد إفساد مزاجي دوماً "
هو وصل لرفيقه ليردف رغم ذاك العبوس على ملامحه :" و صباح الخير لك سيد متنمر لا يجيد سوى التهديد دون إلقاء التحية حتى "
الاستنكار بدأ بالارتسام على ملامح آلفين قبل أن ينظر كلاهما لبرايان الذي ضحك بخفة و هو يقترب منهما:" فقط من سيصدق أنك ذات الشخص الذي قاد حفل إعادة دمج الشركتين عزيزي سوين ليو ؟ "
آلفين نطق مُتابعاً ربما عن عمه :" تماماً ، هم لا يعلمون حتى عن كونه طفل متذمر ! "
شهقة عادت للصدور منه لكنه رمش كما فعل كُل من والده و آلفين عندما ظهرت لورين من العدم ربما و هي تتحرك بشكل سريع حيث كانت تبحث عن نظاراتها الشمسية بالأرجاء !
هي كانت ترتدي فستان أسود يصل لما بعد ركبتيها بقليل مع حزام بلون الذهب ، أقراط ذهبية لامعة اندمجت مع تلك الخُصلات البُنية المتعرجة حيث قررت المعنية أن تتخذ من الخصلات المتعرجة تسريحة لها لليوم ثم تركته حراً دون ربط ..
و بعنقها ارتدت قلادة ذهبية اللون نقش عليها ورود ناعمة مع أسوار و حقيبة يد بذات اللون !
و بالنهاية وجدت ضالتها لتضع نظاراتها الشمسية بالحقيبة قبل أن تنظر لزوجها بوجه منزعج :" برايان هذه الشقة صغيرة ! اشتري منزلاً لنا بدلا من العيش هنا أنظر صغيري بات ينام على الأريكة "
رغم تذمرها هذا إلا أنها لم تنتظر حقاً أي رد بل سارت للخارج ببساطة بعد أن أردفت :" صحيح قد أتأخر اليوم لذا لا داعي لانتظاري على الغداء "

أنت تقرأ
حطام خلفته الذكريات
Aventuraالأمس ما عاد سوى ذكرى تُرتسم بصفحة بالية بخزائن العقل , ذكريات ما حملت بطياتها سوى كوابيس أبت التخلي عن أصحابها ... غمرت قلوب بعضهم بمُستنقع اليأس الكريه ... هي كصندوق قديم مليء برسومات لصور باهتة رمادية مُمزقة لتثُير بصاحبها مشاعر ما كان بحاجة لها...