بارت 8

2.7K 188 85
                                    

قاد صغيرته بالطرقات بسرعة شديدة وهو مشغولة البال حقا بما يجب أن يفعله وكيف سيتحدث معها ، وأكثر ما جعله يتوتر هو تسائله عن سبب قدومها بوقت كهذا !

تسائل هل حصل شيء جعلها تأتي بهذه الطريقة العاجلة !؟ ليس وكأنه غير معتاد على أنفعالها المبالغ به فهي لو رأته مصاباً بالزكام قد تحبسه لعدة أيام حتى تتأكد أن الزكام زال ولن يعود إلا ان السفر من مكان آخر فقط إلا يتطلب سبب قوي ؟

وصل بعد مدة اخيراً للمطار بعد أن ركن صغيرته بموقف السيارات متجهاً بخطوات سريعة نحو مكان استقبال الوافدين رفيقه التوتر بكل خطوة ويزداد ذلك القلق ومعه ضربات قلبه التي شابهت موسيقى ملحميةحتى وقف ينتظرها عند ذلك الدرج الذي يتوافد عليه القادمين

حدق بالدرج في محاولة لرؤيتها لكن لا أثر لها ، اغمض عينيه تزامناً مع تنهيدة عميقة ليشعر بيدي شخص تمتد وتحظنه بقوة مع نبرة والدته المتحمسة والتي بانت السعادة بين طياتها وهي تعبر عن سعادتها برؤية ابنها الصغير
" صغيري ليو ! مر وقت طويل لم ارك "

هو والذي كان شارداً طوال الوقت وفور أن احتظنته بتلك الطريقة فزع وكاد يتراجع للخلف لولا تمسكها به بقوة شديدة كما لو كانت تراه طائرة ورقية بيوم عاصف فتحرص على امساكها بقوة حتى لا تضيع وتحلق مبتعدة

لم تتركه رغم مرور مدة كانت كافية لليو لكي يضع يديه على كتفها ويبعدها بهدوء للخلف راداً بنبرة لم تخلو من الارتباك
" أهلا بك امي ، أتسائل ما الذي جاء بك إلى هنا كل هذا الطريق ؟"
لم يتمكن من كبح فضوله ولا لدقيقه أخرى فعبست والدته من فورها لتتذمر
" فقط اشتقت إلى صغاري أليس هذا سبب كافي ؟! "
قطبت حاجبيها بعدها لتردف بأعتراض
"ثم ما هذا الذي سمعته ليو ؟!هل حقاً انت تعمل؟! "

صمت المعني واشاح بوجهه لترد هي بأستياء شديد
" فظيع ! ابني يعمل وانا حية ؟! هذا مستحيل !"

قاطعها ليو في محاولة لإغلاق الموضوع ليقول بسرعة
" لنذهب للسيارة امي سأوصلك "
صمتت قليلاً ثم اردفت بابتسامة لطيفة على شفتيها وهي تقول بسعادة
" صغيري كبر حقاً وصار يقود سيارة بنفسه ! "
ظهر الحزن عليها لتقول بشيء من التأثر
" بحق انهم يكبرون بسرعة !"

لم يعلم بماذا يرد لتنطلق هي للسيارة بينما هو وقبل أن يلحق بها لعدة ثواني وقف هناك ليتنهد وارتفعت يده نحو شعره لتحيله فوضى كل خصلة منه متنافرة مع الأخرى حتى سمع صوتها وهي تنادي عليه بوسط المطار
" صغيري ، ماذا تفعل عندك؟!"

خرج من شروده ليتحرك بخطوات سريعة تجنباً لأي إحراج آخر فمناداتها له وهو بهذا العمر بصغيري وسط الحشود كانت أكثر من كافية

أسرع متوجهاً نحوها ليلاحظ حقيبتها التي تجرها خلفها ، حدق لدقائق حتى امتدت يده لتسحب الحقيبة من يدها فالتفتت هي بسرعة لتنظر لما يجري فقال متجنباً النظر إليها
" سأحملها بدل عنك "

حطام خلفته الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن