طريقه نحو منزل عمه كان أقصر من ما تخيله بسبب غوصه بأفكاره واتخاذه بعض القرارت خلالها
والأهم شعور فظيع انتابه بسبب تركه لليو !
هو قلق عليه من التهور كما أنه قضى معظم سنوات حياته برفقته ومفارقته الآن أصعب من تقبلها ، ليس بسرعة على الأقل
يدرك أنهما سيلتقيان كثيرا لكن هما لم يفترقا مطلقاً سابقاً لذا حتى التعيش بمنزل آخر تعني له افتراق من نوع ما !
وصل أمام المنزل فوقف مع حقيبته الصغيرة يحدق به ويحظر نفسه للدخول ربما بعد أن وعد نفسه أنه سيحرص أن لا يتحطم حتى لو تم خداعه وان كان يدرك باعماقه أن هذا مجرد كلام وأنه دون شك سيتألم بشدة لو حدث لكنها ستكون آخر فرصة يعطيها لأي أحد !سمع صوت باب المنزل يفتح فخرج من شروده ليرى عمه مقبلاً عليه بابتسامته المعهودة رغم أنها بدت أكثر سعادة من ذي قبل حتى أن الفين كاد يقسم أنه لو كان التحليق من السعادة ممكناً لطار عمه !
اقترب عمه منه ليستقبله بنفسه فوضع يده على كتف ال
(صغيري ما الذي تفعله بالخارج !؟ لقد تفاجأت من رؤيتك واقفاً هناك ! تفضل للداخل فوراً !)رغم انه شعر بنفسه يرتبك من كل هذا الاهتمام لكنه وعد نفسه أنه لن يظهره ! وجود عمه زعزع شخصيته التي اعتاد عليها وحان وقت إظهارها
مجددا فإن كان عمه سيتقبله ويحبه حقا اذا ليعرف شخصيته الحقيقةحمل الحقيبة بيده وتحدث بنبرة هادئة
(شكرا عمي )تقدما للداخل لتستقبلهما فور دخولهما زوجة عمه والتي اقتربت منه وهي ترتدي مأزر الطبخ وابتسامتها اللطيفة تزين وجهها الطفولي
(الفين صغيري مرحباً بك بيننا !)حدق بها لثواني ثم ابتسم بهدوء وتحدث بشيء من النبرة الرسمية
( شكراً على استضافتي )قطبت حاجبيها بأستياء طفولي بنبرة شبه موبخة ربما
(انت فرد من الأسرة الآن ، لا يجوز التعامل الرسمي بين الأسرة !)سرعان ما ابتسمت مجددا لتردف
(بالطبع خذ وقتك للتعود لكن فقط أعلم أنت لست ضيف هنا بل انت من أصحاب المنزل )لم يعلم ماذا يرد فتدخل عمه بالحديث مخاطباً ال والذي التفت نحو عمه فور سماعه يذكر اسمه
( الفين تعال معي لاريك غرفتك !)أومأ بصمت وحقيبته بيده ولحق بعمه الذي وضع له غرفته بالطابق الثاني قرب مكتبه بعد أن أخبرته زوجته أنها أنهت إعداد الطعام وعليهما النزول بعد وقت قصير
تابع طريقه لياخذه لغرفته والتي تم تحظيرها بعناية مستعيناً بما يتذكره عن ما يفضله ال ومحاولاً وضع ما قد يعجب أي شاب بعمره
كانت غرفة كبيرة نسبياً تحوي سرير لشخص واحد مفروشة بسجاد أخضر ستائرها سماوية اللون
مكتب للدراسة وضعت عليه بعض الكتبفي الزاوية حوت على خزانة وهناك غرفة حمام متصلة بها
كان الفين مصدوماً من سعتها فتحدث من فوره بعد سماعه صوت عمه ينساب اليه يسأله عن رأيه فيها وان كان هناك شيء لا يعجبه
![](https://img.wattpad.com/cover/135090447-288-k250388.jpg)
أنت تقرأ
حطام خلفته الذكريات
Adventureالأمس ما عاد سوى ذكرى تُرتسم بصفحة بالية بخزائن العقل , ذكريات ما حملت بطياتها سوى كوابيس أبت التخلي عن أصحابها ... غمرت قلوب بعضهم بمُستنقع اليأس الكريه ... هي كصندوق قديم مليء برسومات لصور باهتة رمادية مُمزقة لتثُير بصاحبها مشاعر ما كان بحاجة لها...