بارت 16

2.6K 189 225
                                        

خطواته المتسارعة تضرب على الأرض بقوة بينما يركض بغير شعور بما حوله لأن الشيء الوحيد الذي استباح عقله وتفكيره هو أي مصيبة أوقع بها رفيقه نفسه بها ؟ وكيف سيخرجه منها ؟!

هو حتى نسي اخبار عمه بخروجه بل ومتجاهلاً أوامره التي تنص على عدم الخروج لكن وكغيرها من الأفكار تم دفعها خارج عقله ليبقى الشيء الوحيد هو شقيقه ليو وحاله ، ملامحه كانت تحمل الألم والخوف والقلق بأن واحد ونبضات قلبه تقرع طبول الحرب بقوة ولم يشعر بنفسه إلا وقد وجد نفسه أمام ذلك المنزل يلهث بينما يضع يديه على ركبتيه ويحدق بذلك المنزل بخوف شديد مصحوب بعزيمة قوية لا يدرك كيف يمكنهما الاجتماع حتى !

أسرع بعد ثوان من الراحة ليتجه نحو ذلك المنزل ودخل بسرعة شديدة ليحدق بما حوله بينما يتحدث بقلق واضح بصوته
" ليو ؟! أين أنت؟"

ليو ظهر فجأءة من غرفة الجلوس ليتأكد من أنه لا يتوهم حقاً ، ملامح التفاجأ لم تكن خافية مطلقاً هو حدق بأرتباك بمن امامه حين رأى ملامحه القلقة وكأن كارثة حدثت بينما يحاول التأكد من أن كان ما يفكر به صحيح

خرجت الحروف من فمه مترددة بينما يقترب من آل بذات تردده
" لما انت هنا بهذه الساعة أخي ؟! ألا يفترض انك لا تخرج بعد ال 12 ؟!"

حدق ال بملامحه لجزء من الثانية حتى يقول بشيء من العجلة والقلق بقي على ملامحه
" دعك مني ما قصة الجثة ليو ؟!ماذا حدث ؟!"

تراجع رفيقه قليلاً للخلف بأرتباك وابتسامة متوترة على ثغره بينما يده على الجدار
" جثة ؟! أخي لا تقل لي انك صدقت ذلك المقلب حقاً أعني ليس معقولاً أن أقتل احداً حتى لو انزعجت وانت تعلم بهذا صحيح ؟"

ال حدق به مجدداً بملامح هادئة مريبة وبذات الملامح كانت نبرته تلك والتي كانت قد خرجت بها تلك الحروف الأربعة بإستنكار داخلي ظهر على شكل هدوء مخيف كالذي يسبق العاصفة
" مقلب ؟!"

ليو اخفض رأسه بتوتر وشيء من الذنب وهو يلاحظ قلق رفيقه عليه بسبب مقلبه ذاك بعد أن توقع أن ال لن يصدقه مطلقاً

ال والذي شعر بغضب شديد من رفيقه وهو قد قلق بسبب تلك النبرة الجادة وقلقه على ليو من مجيء جده اساساً كانت قد ضاعفت حالته تلك وبينما ليو يحاول أن ينطق بأي شيء تحرك ال فجأءة وبدون قول أي شيء متجهاً نحو الباب الخارجي بصمت تحت أنظار ليو الحائرة فهل صديقه الآن غضب منه ؟!

عيناه اتسعت ورغب بالاعتذار بصدق فوراً لكن الآخر كان قد إختفى ، ليو شعر بذنب فظيع حقاً وحدق بالباب بألم شديد ورغبة شديدة بالبكاء سيطرت عليه
لم يصدق أنه وبسبب سوء مزاجه تسبب بكل هذا القلق لرفيقه بل وجعله يغضب منه وهذا آخر ما تمناه

اخفض رأسه بالنهاية وفضل عدم اللحاق به وتأجيل الاعتذار لوقت لاحق خشية أن يزل لسانه ويفسد الأمر أكثر

حطام خلفته الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن