لم تكن الشمس قد ظهرت بعد و كأن هذا اليوم يرفض الانتهاء ، دموعه كانت قد توقفت منذ فترة بيأس ، ربما هو أدرك أن لا فائدة منها فلا هي تخفف من شعوره ذاك و لا هي قادرة على مواساته !بتلك اللحظات كم تمنى لو أنه يمتلك شخصية أقل تعقيداً من خاصته ! فقط يرغب بأن يبكي بصوت مرتفع ، أن يصرخ بقوة أو أن يتشبث برفيق طفولته و أسرته مُخبراً إياهم أنه ببساطة يتحطم لأشلاء بكل صمت و هدوء .
دون أن يستمع أحد لتلك الأصوات فصاحبها غير قادر على التعبير مُطلقاً و لن يكون على الأغلب ، فحتى شهقات بكائه فارغة بلا حياة كما هو صراخه الصامت ، شخصية كهذه أليست لعنة ؟ سيفنى وحيداً إن استمر هكذا فهل هكذا سيسعد ؟
كيف تجتمع شخصيته هذه و كل هذا الكتمان مع الرعب من الوحدة ؟ أي تناقض هو هذا بحق الإله ؟
نهض من مكانه بعد تأكده من أن حارس العمارة قد اهتم بصغيرته !
لم يكن ليُحضر الشرطة لسحبها من هنا و هو يدرك تبعات ذلك من تحقيق و غيرها هو لا مزاج لديه له لذا أرسل بطلب حارس العمارة و اختبأ خلف احدى الأشجار الضخمة يراقبه ، و تقريباً دموعه كادت تنهمر عندما صدرت شهقة من المعني !.
يشعر بأنه فقد حق قيادتها ، بل و رؤيتها هو الان مدين لآل أيضاً بنصف الثمن الذي دفعه رفيقه معه لشرائها ! ، ثم ؟ لا يعلم سوى أنه فقط لن يقوم بإصلاحها حاليا بل طلب ممن أخذها تواً أن يضعها بالساحة و يغطيها بقطعة قماش لئلا يقع بصره عليها و كأنه من الممكن له نسيان مظهرها !.
و ما أنهى الأكبر عمله و غادر حتى خرج ليو من موقعه ليسير بخطوات بطيئة فإصابته تؤلمه بحق !
يشعر بأن ظهره قد ينقسم لنصفين بأي ثانية ، يده اليسرى هو غير قادر على تحريكها ، و خدوش حارقة مختلفة بما بها تلك الجروح التي توقفت عن النزيف برأسه و المكان الذي يريد الذهاب له بتلك الحالة مجهول تماماً .
#####
تقلب بنومه مرة أخرى ليستلقي على ظهره بينما زرقاويتيه حدقتا بسقف الغرفة بنظرة ساكنة و عميقة , الكثير من الأفكار تجول بداخله مُنذ تلك اللحظة التي شاهد توأمه ينهار أمام عيناه باكياً !
كم مرة يفترض به رؤية تلك الدموع ؟! بحق الإله ألم يعاهد ذاته منذ سنوات طويلة مراراً و تكراراً على أن لا يسمح لها بالإنهمار ؟ و بكل مرة يخفق بطريقة ما , لا يمكنه تكرار رؤيته يؤذي نفسه فقط لأجل هذا صحيح ؟! لأجل تلك العصابة و كل ما أوصلهم إليها , عليه فقط أن يبتعد عن طريق توأمه سواء أحب هذا أم لا , بشكل تدريجي بل ربما عليه أن لا يعود لزيارته مُجدداً كبداية و الإكتفاء بتلك المكالمات حتى ينقطع التواصل بشكل نهائي ؟
إنقبض قلبه و بقوة عندما تسللت تلك الكلمة لأفكاره بينما تجمعت دموعه , إعتدل ليجلس بينما يشد على قبضة يده , هو قراره إذاً يفترض به أن يغلق فمه صحيح ؟! حماية شقيقه أولاً و قبل كل شيء و عواطفه و رغباته ليست إستثناء قطعاً .!

أنت تقرأ
حطام خلفته الذكريات
Adventureالأمس ما عاد سوى ذكرى تُرتسم بصفحة بالية بخزائن العقل , ذكريات ما حملت بطياتها سوى كوابيس أبت التخلي عن أصحابها ... غمرت قلوب بعضهم بمُستنقع اليأس الكريه ... هي كصندوق قديم مليء برسومات لصور باهتة رمادية مُمزقة لتثُير بصاحبها مشاعر ما كان بحاجة لها...