بارت 22

2.7K 197 369
                                    


لطالما حمل الربيع بين طياته أجواء مليئة بالبهجة و السعادة ، الزهور التي تبدأ بنشر عبقها بالأرجاء بينما تتطاير بتلاتها مُضيفة جو من الهدوء و الراحة النفسية لمن يراها !

لكن بالنسبة له يشعر كأنه جزء منه يتحطم تماماً كما تلك الزهور ، و سواء كان ذلك الحُطام يثير راحة غيره أم لا هو فعلياً لا يهتم ، ما يُريده حقاً هو إيقاف تلك النبضات اللعينة عن النبض بهذه السرعة ، يشعر بأن نبضاته تحذره من إنفجار قريب بقلبه و من هو لئلا يتمنى حدوثه ؟

مُقلتيه الزرقاوتين حدقتا بالمُحاضر أمامه عندما نطق :" سيد ليو سوين أتمنى من أنك تستمع ! أنت الأول على هذه الدُفعة لذا أظن أنني سأرى تقرير جيداً جداً منك ، لذا توقف عن التحديق للخارج و انتبه هنا ! "

و المعني رفع أحد حاجبيه بإستياء تام من يهتم بأمر تقرير عليه كتابته بحق الإله ؟ هو ما غادر الجامعة فقط لإنه لا يرغب لأفكاره بأن تصبح أكثر صخباً مما عليه الآن و ليس لسماع هذا الهُراء اللعين منه !

الأول حقاً ؟ بل أقال أنه يتوقع منه شيء جيد ؟ ابتسامة ساخرة شقت طريقها لملامحه الباهتة ، ما فائدة كونه الأول بأي حال ؟ و لما عليه الإهتمام بما يتوقعه هذا الشخص منه ؟ بل لما أساساً هو يهتم برأي أي أحد ؟ أعليه حقاً بذل كل جهده لإثبات ذاته للآخرين ؟

شعر بدموعه تتجمع ليخفض رأسه سريعاً ، شخص مثله هل يمكنه تحقيق شيء كهذا ؟ هذا فقط مُستحيل !

أمسك بكتبه و نهض ليُغادر أولاً ما إن أنهى المُحاضر كلامه و أذن لهم بذلك ، خطواته كانت سريعة و ملامحه بدأت تعلوها نوع من البرودة حتى وصل لصغيرته ، هو وضع رأسه على المقود بعد أن ألقى كُتبه بإهمال بالمقعد الخلفي ، المئات من الذكريات المُشابهة بدأت تنهش عقله و قلبه مُجدداً ، الكثير مما ظن أنه لن يعيشه مرة أخرى يعود الآن لمُهاجمته .

انتهى به الأمر يكز على أسنانه بقوة شديدة بينما ينطق بابتسامة ساخطة :" و إذاً ماذا ليفعل ! للجحيم جميعاً لا أهتم ، يمكنني الحصول على حريتي بهذه الطريقة "

أسند جسده للخلف يُغمض عيناه عله يُريح رأسه من ذاك الصداع الذي بدأ يُداهمه ، يشعر بجسده يرتجف فهل هذا من تأثير الغضب ؟ أم أنه حقاً تأثر بكل تلك الحماقات ؟.

لكن لما عليه ذلك ؟ هذه ليست المرة الأولى التي يعيش بها موقفاً مُشابهاً لذا ربما ليس ما يؤلمه الموقف بذاته بل و مرة أُخرى تلك الخيبة التي حلت به ، هو شاهد ما حدث له المرة الأولى و مع ذلك يكرر الأمر ؟

أكان فظيعاً لهذه الدرجة ؟ عض على شفتيه لإيقاف أفكاره فهو لا يريد الغوص بها أكثر لذا مد يده دون أن يفتح عيناه يقوم بتشغيل أغاني صاخبة توقف أفكاره عن التدفق أكثر و تشتتها بينما شعر أنه حقاً يوشك على النوم !

حطام خلفته الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن