لطالما حمل الربيع بين طياته أجواء مليئة بالبهجة و السعادة ، الزهور التي تبدأ بنشر عبقها بالأرجاء بينما تتطاير بتلاتها مُضيفة جو من الهدوء و الراحة النفسية لمن يراها !لكن بالنسبة له يشعر كأنه جزء منه يتحطم تماماً كما تلك الزهور ، و سواء كان ذلك الحُطام يثير راحة غيره أم لا هو فعلياً لا يهتم ، ما يُريده حقاً هو إيقاف تلك النبضات اللعينة عن النبض بهذه السرعة ، يشعر بأن نبضاته تحذره من إنفجار قريب بقلبه و من هو لئلا يتمنى حدوثه ؟
مُقلتيه الزرقاوتين حدقتا بالمُحاضر أمامه عندما نطق :" سيد ليو سوين أتمنى من أنك تستمع ! أنت الأول على هذه الدُفعة لذا أظن أنني سأرى تقرير جيداً جداً منك ، لذا توقف عن التحديق للخارج و انتبه هنا ! "
و المعني رفع أحد حاجبيه بإستياء تام من يهتم بأمر تقرير عليه كتابته بحق الإله ؟ هو ما غادر الجامعة فقط لإنه لا يرغب لأفكاره بأن تصبح أكثر صخباً مما عليه الآن و ليس لسماع هذا الهُراء اللعين منه !
الأول حقاً ؟ بل أقال أنه يتوقع منه شيء جيد ؟ ابتسامة ساخرة شقت طريقها لملامحه الباهتة ، ما فائدة كونه الأول بأي حال ؟ و لما عليه الإهتمام بما يتوقعه هذا الشخص منه ؟ بل لما أساساً هو يهتم برأي أي أحد ؟ أعليه حقاً بذل كل جهده لإثبات ذاته للآخرين ؟
شعر بدموعه تتجمع ليخفض رأسه سريعاً ، شخص مثله هل يمكنه تحقيق شيء كهذا ؟ هذا فقط مُستحيل !
أمسك بكتبه و نهض ليُغادر أولاً ما إن أنهى المُحاضر كلامه و أذن لهم بذلك ، خطواته كانت سريعة و ملامحه بدأت تعلوها نوع من البرودة حتى وصل لصغيرته ، هو وضع رأسه على المقود بعد أن ألقى كُتبه بإهمال بالمقعد الخلفي ، المئات من الذكريات المُشابهة بدأت تنهش عقله و قلبه مُجدداً ، الكثير مما ظن أنه لن يعيشه مرة أخرى يعود الآن لمُهاجمته .
انتهى به الأمر يكز على أسنانه بقوة شديدة بينما ينطق بابتسامة ساخطة :" و إذاً ماذا ليفعل ! للجحيم جميعاً لا أهتم ، يمكنني الحصول على حريتي بهذه الطريقة "
أسند جسده للخلف يُغمض عيناه عله يُريح رأسه من ذاك الصداع الذي بدأ يُداهمه ، يشعر بجسده يرتجف فهل هذا من تأثير الغضب ؟ أم أنه حقاً تأثر بكل تلك الحماقات ؟.
لكن لما عليه ذلك ؟ هذه ليست المرة الأولى التي يعيش بها موقفاً مُشابهاً لذا ربما ليس ما يؤلمه الموقف بذاته بل و مرة أُخرى تلك الخيبة التي حلت به ، هو شاهد ما حدث له المرة الأولى و مع ذلك يكرر الأمر ؟
أكان فظيعاً لهذه الدرجة ؟ عض على شفتيه لإيقاف أفكاره فهو لا يريد الغوص بها أكثر لذا مد يده دون أن يفتح عيناه يقوم بتشغيل أغاني صاخبة توقف أفكاره عن التدفق أكثر و تشتتها بينما شعر أنه حقاً يوشك على النوم !
أنت تقرأ
حطام خلفته الذكريات
Pertualanganالأمس ما عاد سوى ذكرى تُرتسم بصفحة بالية بخزائن العقل , ذكريات ما حملت بطياتها سوى كوابيس أبت التخلي عن أصحابها ... غمرت قلوب بعضهم بمُستنقع اليأس الكريه ... هي كصندوق قديم مليء برسومات لصور باهتة رمادية مُمزقة لتثُير بصاحبها مشاعر ما كان بحاجة لها...