و هاهي الشمس تُعلن غيابها المؤقت مُجدداً , بلونها الأحمر المُشتعل الذي تعكسه على زُرقة السماء النقية , كأنها تهتف بنا أن ساعات الوداع أكثر حرقة من ساعات الإستقبال , فمن يمكنه مقارنة برودة الشروق الأصفر بلهيب الوداع الأحمر ؟! لم تكن تلك الغيوم المُتكدسة بالسماء قد منعت لهيب ذاك اللون من الظهور بل إنه تكامل معه بنسق واحد , قد يُشعر البعض بالإكتئاب مُشبهاً إياه بحياته التي لا يرى بها سوى الغروب , و آخرون سيرون به وقت يخفون أسرارهم و ألامهم حيث يقفون أمام من أنارت لهم نهارهم مودعين إياها و مُوديعين بها أسرار قلوبهم و ما ألم بها علها تحملها بعيداً معها برحلتها المُستمرة لتعود و ما برفقتها سوى الأمل و السعادة ! .و بقصر أُسرة سوين الرئيسي إجتمعت العديد من الأصناف الفخمة على مائدة العشاء , ما كان يوجد أي شخص يجلس على المائدة سوى ذلك العجوز الذي ترأس المكان و بجانبه هو وضع العكاز الخاص به و المميز بأن قبضته تشكلت على هيئة نسر يبدوا و كأنه بحالة تأهب للقتل و القتال بجواره .
ابتسامته كانت تشق وجهه بالكامل و هذا ربما كان أول ما جذب زوجته و التي ظهرت بشعرها ذو اللون الأشقر الباهت بفعل تلك الأصباغ التي تستخدمهما بالعادة بينما ما خلت أي نقطة من وجهها من مساحيق التجميل , الذهب كان يغطي عنقها و يديها لتتحدث بعدم مُبالاة حقيقي ربما :" إذاً ما هو الأمر الذي يُسعدك الآن ؟! "
حدق زوجها بها قليلاً قبل أن يُجيب :" عزيزتي الليلة نحن سنحتفل بإنتصارنا ! لم يتبقى سوى القليل و نُعيد صغيرنا الذي غادر العُش دون موافقة منا , سيأتي مُعترفاً لنا بنفسه أنه أخطأ و بشدة بإختياره لذلك المُجرم "
و هنا هو تمكن من الإستحواذ على إنتباهها بالكامل بينما تنطق بحيرة :" و كيف ستفعل هذا ؟ "
تقدم حفيدها منها يقبل يديها بخفة قبل أن يجلس مُقابلاً لها لتكتمل بذلك تلك الأسرة الصغيرة بينما يُجيبها :" ليس عليك القلق بهذا الشأن جدتي ! بالغد سوف ترين الأمر , كل شيء سيبدأ من الغد و عمي بالتأكيد سيُعيد تفكيره بالأمر ! "
أراحت جسدها على مقعدها أكثر بينما تبتسم بنوع من التكلف مُجيبة :" أتمنى أن تنجح حقاً بهذا سيتو فكما رأيت أن النتائج ليست لصالحك "
لم يتمكن من كبح إستيائه لعدة ثوان قبل أن يُعيد ابتسامة ما على وجهه و هو يفكر بأن كل شيء سينقلب بالغد لذا من سيهتم حقاً ؟! فقط هو مُمتن لإنه حظي بفرصة الإجتماع به مُجدداً , سيجعله يتعلم حقاً كيف يكمن له أن يقف أمامه !
بالنهاية هو خرج من أفكاره على صوت جدته التي أردفت :" بأي حال لا خلل بطريقة تربيتي لصغيري برايان لكن زوجته تلك لا يمكنها فهم قيم هذه الأُسرة ! هنا علينا التكاتف لأجل الأُسرة و سمعتها و إن كان هذا يعني أن علينا إلقاء أحد أفرادها خارجاً "
أنت تقرأ
حطام خلفته الذكريات
Aventureالأمس ما عاد سوى ذكرى تُرتسم بصفحة بالية بخزائن العقل , ذكريات ما حملت بطياتها سوى كوابيس أبت التخلي عن أصحابها ... غمرت قلوب بعضهم بمُستنقع اليأس الكريه ... هي كصندوق قديم مليء برسومات لصور باهتة رمادية مُمزقة لتثُير بصاحبها مشاعر ما كان بحاجة لها...