الفصل 15

2.9K 169 271
                                    


و هاهي الشمس تُعلن غيابها المؤقت مُجدداً , بلونها الأحمر المُشتعل الذي تعكسه على زُرقة السماء النقية , كأنها تهتف بنا أن ساعات الوداع أكثر حرقة من ساعات الإستقبال , فمن يمكنه مقارنة برودة الشروق الأصفر بلهيب الوداع الأحمر ؟! لم تكن تلك الغيوم المُتكدسة بالسماء قد منعت لهيب ذاك اللون من الظهور بل إنه تكامل معه بنسق واحد , قد يُشعر البعض بالإكتئاب مُشبهاً إياه بحياته التي لا يرى بها سوى الغروب , و آخرون سيرون به وقت يخفون أسرارهم و ألامهم حيث يقفون أمام من أنارت لهم نهارهم مودعين إياها و مُوديعين بها أسرار قلوبهم و ما ألم بها علها تحملها بعيداً معها برحلتها المُستمرة لتعود و ما برفقتها سوى الأمل و السعادة ! .

و بقصر أُسرة سوين الرئيسي إجتمعت العديد من الأصناف الفخمة على مائدة العشاء , ما كان يوجد أي شخص يجلس على المائدة سوى ذلك العجوز الذي ترأس المكان و بجانبه هو وضع العكاز الخاص به و المميز بأن قبضته تشكلت على هيئة نسر يبدوا و كأنه بحالة تأهب للقتل و القتال بجواره .

ابتسامته كانت تشق وجهه بالكامل و هذا ربما كان أول ما جذب زوجته و التي ظهرت بشعرها ذو اللون الأشقر الباهت بفعل تلك الأصباغ التي تستخدمهما بالعادة بينما ما خلت أي نقطة من وجهها من مساحيق التجميل , الذهب كان يغطي عنقها و يديها لتتحدث بعدم مُبالاة حقيقي ربما :" إذاً ما هو الأمر الذي يُسعدك الآن ؟! "

حدق زوجها بها قليلاً قبل أن يُجيب :" عزيزتي الليلة نحن سنحتفل بإنتصارنا ! لم يتبقى سوى القليل و نُعيد صغيرنا الذي غادر العُش دون موافقة منا , سيأتي مُعترفاً لنا بنفسه أنه أخطأ و بشدة بإختياره لذلك المُجرم "

و هنا هو تمكن من الإستحواذ على إنتباهها بالكامل بينما تنطق بحيرة :" و كيف ستفعل هذا ؟ "

تقدم حفيدها منها يقبل يديها بخفة قبل أن يجلس مُقابلاً لها لتكتمل بذلك تلك الأسرة الصغيرة بينما يُجيبها :" ليس عليك القلق بهذا الشأن جدتي ! بالغد سوف ترين الأمر , كل شيء سيبدأ من الغد و عمي بالتأكيد سيُعيد تفكيره بالأمر ! "

أراحت جسدها على مقعدها أكثر بينما تبتسم بنوع من التكلف مُجيبة :" أتمنى أن تنجح حقاً بهذا سيتو فكما رأيت أن النتائج ليست لصالحك "

لم يتمكن من كبح إستيائه لعدة ثوان قبل أن يُعيد ابتسامة ما على وجهه و هو يفكر بأن كل شيء سينقلب بالغد لذا من سيهتم حقاً ؟! فقط هو مُمتن لإنه حظي بفرصة الإجتماع به مُجدداً , سيجعله يتعلم حقاً كيف يكمن له أن يقف أمامه !

بالنهاية هو خرج من أفكاره على صوت جدته التي أردفت :" بأي حال لا خلل بطريقة تربيتي لصغيري برايان لكن زوجته تلك لا يمكنها فهم قيم هذه الأُسرة ! هنا علينا التكاتف لأجل الأُسرة و سمعتها و إن كان هذا يعني أن علينا إلقاء أحد أفرادها خارجاً "

حطام خلفته الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن