ساعات العمل كانت تمضي بالنسبة له و كأنها عدة ثوان لا أكثر بينما كان النشاط يدب بكل جسده من يراه سيظن أنه بدأ العمل تواً مع ابتسامته المُشرقة تلك بل ربما ظن الآخرين أنه يمتلك العالم بما عليه !
و هو لم يكن يشعر بأقل من هذا ، لم يخطط للاعتذار من توأمه أو افساد مزاجه بأي موضوع لا حاجة للحديث به فقد قرر مُسبقاً أنه سيعتذر و يخبر هنري بكل بمكانته بقلبه و كل ما كان يخبأه بصدره من كلمات لم يقلها عندما ينتهي كل هذا ! سيثق بأن يوم ما سيجمعهما معاً بسلام .
سار باتجاه أحد العاملين لإعطائه الطلبيات التي جمعها و أرقام كل طاولة عندما لمح مارسيلينو يجلس هناك بكل أريحية يضحك مع البعض ليميل برأسه مُفكراً إن كان هذا الرجل يعمل حقاً أم يُمضي وقته بالظهور و الاختفاء كما الأشباح !
مع هذا هو رسم ابتسامة خافتة على شفتيه يقترب منه سراً بنية إخافته لكن الأمر انتهى به هو الذي يتراجع بتوتر عندما عينا مارسيل قابلت عيناه مُباشرة و لثوان نظراته كانت مخيفة قبل ان يبتسم بطريقته المُستفزة للأصغر كالعادة و هو يتحدث :" هذا أنت ! ألا تعلم أن التسلل خلف محقق ما أمر أحمق لفعله ؟ "
رمقه هاري بإنزعاج طفولي أولاً قبل أن يتحدث مُتجاهلاً حديثه الأول :" إن تدربت أكثر سيمكنني الشعور بهذا مثلك ؟ "
أومأ مارسيلينو له و كاد يتحدث لولا أن الصغير حرك جسده بالكامل للخلف و قد اتسعت عيناه بنوع من الحقد ؟! هو أدار بصره سريعاً علّه يوقف انعكاس صورتهم عن الوصول لمُقلتيه ، لذا أراد و بجد أن يُبعد مارسيلينو من أمامه ليغادر هو للخارج حتى رحيلهم من هنا !
إلا أنه و قبل أن يتمكن من الحديث طلب أحدهم من الصغير الإتجاه لخدمة تلك الأسرة التي وصلت تواً و هو أخفض رأسه يشد على قبضة يده بقوة بينما عيناه و بشكل مُخيف انقلبت فجأة لأخرى باردة تخفي خلفها الكثير من نيران الكره و الحقد ؟!
لوهلة هي بدت لمارسيل كعينان مُستعدتان للقتل حتى إن لزم الأمر ! لذا لم يُبعد مُقلتيه عن هاري الذي اتجه لهم بخطوات بطيئة مُستعداً للتدخل بأي لحظة ؟
و هاري وقف أمام الطاولة دون أن يُزيل تلك الملامح عنه بل إن ابتسامته تلك تلاشت ينطق بنبرة باردة أوضحت و بشدة مدى حقده :" ما هي طلباتكم ؟ "
ذلك الصوت المألوف بالنسبة له جعله يلتفت سريعاً ليحدق بالواقف أمامهم بحاجب مرفوع قبل أن ينطق بنوع من التساؤل :" أأنت الأكبر أم من حاول الانتحار بغباء و فشل ؟ "
و هاري رسم ابتسامة ساخرة على شفتيه بينما يُجيب :" كم أنت أب مذهل لدرجة عدم معرفتك بمن أكون ! "
عاد للبرود و هو يردف :" بأي حال لا تهدر وقتي فأنا لدي عمل علي إنجازه لذا ما هو طلبك ؟ "
و الأكبر نهض يُمسك بيده بنوع من القوة الخفيفة لئلا يُثير انتباه أحد و هو يهمس بسخط :" لا أهتم بمن تكون حقاً لكن أليس عملك أمر غير قانوني ؟ إن وقعت بمشكلة ما بسببك فأنت و شقيقك ستذهبان للجحيم أقسم ! "

أنت تقرأ
حطام خلفته الذكريات
Aventuraالأمس ما عاد سوى ذكرى تُرتسم بصفحة بالية بخزائن العقل , ذكريات ما حملت بطياتها سوى كوابيس أبت التخلي عن أصحابها ... غمرت قلوب بعضهم بمُستنقع اليأس الكريه ... هي كصندوق قديم مليء برسومات لصور باهتة رمادية مُمزقة لتثُير بصاحبها مشاعر ما كان بحاجة لها...