تلك المطاردة انتهت فور سحب آلفين لهنري إلى إحدى الفنادق ، حمايته مقابل المعلومات التي يملكها هذه هي الصفقة ! لذا هو سجل الغرفة باسمه و مبدئياً لمدة شهر قابل للتجديد .
و فور استقرار كلاهما بالداخل آل أستلقى على السرير متعباً من طول هذا اليوم ، حيث شعر أنه سار بشكل بطيء للغاية حتى وصل لهذه اللحظة و بلا أي تخطيط مُسبق !.
و هنري رمقه مُتأملاً ملامح من أمامه ، هو عليه التأكد إن كان بإمكانه الثقة بهذا الفتى أم لا ؟
رغم هذا هو نطق بنوع من السخرية :" متعب بهذه السرعة ؟ لن تستطيع الإمساك به إن كان ما حدث الآن قد أتعبك فقط ! "
أجابه آلفين بنوع من البرود و التهكم :" أرى أن تقلق على نفسك بدل القلق بشأني فلست من هرب تواً منهم ، سلمني المعلومات و أنا سأتكفل بالتتمة "
حدق هنري به بسخرية بينما يخبره :" وهل أبدو وكأني قلق عليك ؟ لا تحلم بهذا كل ما هناك أن إيجاد شخص يملك من الجرأة ما يكفي ليحاول التخلص من سام أمر نادر نسبياً لذا فكرت أنه من السيء خسارتك سريعاً قبل الإنتفاع منك لكن إفعل ما تشاء "
آمال آلفين رأسه قليلاً دون أن يُبعد هو الآخر ابتسامته الساخرة ، تلك المحادثة بالنسبة له ربما لم تكن لتنتهي لو أنه أجابه بأول رد دار بعقله لذا هو فقط نهض يقف من موقعه يحدق به قليلاً :" أتمنى أن تستحق المعلومات التي لديك كل هذا الغرور ! "
ما تبع ذلك هو صمت مطبق أحدهما جلس على السرير يرتاح قليلاً من التوتر الذي عصف به خلال فترة هربه بينما الأمر وقف أمام النافذة يحدق بالخارج بعد أن أبعد جزء من الستارة بيده والأخرى استقرت بجيبه ، لم يكسر اي منهما الصمت حتى نطق هنري بعد أن استعاد توازن مشاعره وهدوء اعصابه ناطقاً بجدية
" اذا ، ماذا الآن ؟ "التفت الفين إليه يحدق به بنظرات هادئة مركزا على ملامحه ثم سرعان ما تقدم ساحباً كرسياً وجلس عليه بعد أن وضع قدم فوق الآخرى وصوته ما قل جدية عن هنري
" سبق وقلت لك ، انقاذي لك مقابل كل ما تعرفه ، بما اني انقذتك حان دورك "حدق به هنري لثواني بصمت ثم سرعان ما رسم ابتسامة تهكم وهو ينهض من السرير واقفاً مقابلاً لآل
"انقذتني؟ هل تظن أن الأمر انتهى ؟ إن كنت تظن انهم سيتوقفون عن البحث قائلا ( لقد هرب لنستسلم وحسب ) فأنت مجرد هاوٍ لا يعرف شيئاً عنهم !"الفين ثبت بصره عليه بهدوء ليجيبه بسؤال قصد الإستنكار به
" وهل يفترض بي أن أصبح حارسك الشخصي مثلا؟ الاتفاق كان أن انقذك منهم بتلك اللحظة وليس أن أجالسك أيها الطفل !"صدمة ظهرت على ملامح هنري وهو يكرر الكلمة بإستنكار تام
"ط..طفل ؟! أنت اتعلم كم عمري حتى ؟! ثم انت نفسك لا تبدو بذاك الكبر "
أجابه الفين بينما ابتسم بتهكم
" أصغر مني بكل حال هذا يجعلك طفلاً !"

أنت تقرأ
حطام خلفته الذكريات
Adventureالأمس ما عاد سوى ذكرى تُرتسم بصفحة بالية بخزائن العقل , ذكريات ما حملت بطياتها سوى كوابيس أبت التخلي عن أصحابها ... غمرت قلوب بعضهم بمُستنقع اليأس الكريه ... هي كصندوق قديم مليء برسومات لصور باهتة رمادية مُمزقة لتثُير بصاحبها مشاعر ما كان بحاجة لها...