"قبل ما نبدأ نصلي على النبيﷺ"
*في الخرطوم_أم درمان_سجن النساء بالتحديد، أصوات الكواريك والصريخ كان بيتعالى وبيصل لكل زول برة السجن، الحراسة ببرة كانت مشددة، من جوة كان السجن بشع جداً، في كل زنزانة بتشوف النساء البيبكوا والبيصرخوا، والنساء التحت التعذيب، الشابات البنات والخالات الكبار في سنهم، كل الأعمار موجودة،البتتعامل بطريقة وحشية مع نفسها ومع الحولينها، من تشوفها تقول إنها مجنونة، أو حالتها النفسية صعبة جداً من الصدمة وقعاد السجن، الخالة الكبيرة الحيلها متهالك وعيونها بتشكي من الألم ومبيت السجن وطولة فترة القعاد، الأم الماسكة ولدها وبتهدي فيه وهو بيصرخ ويبكي، وأنت داخل بتحس إنك داخل في عالم مليان بأسرار وأحزان، وآلام وآهات مافي حد ممكن يفهمها غيرهن... واحدة من النساء ديل بطلتنا، في واحدة من الزنزانات المليانة بالحشرات والغبار والأتربة، كان في مجموعة من البنات ومعاهم خالة كبيرة قاعدين في الأرض، وكانت في بت جميلة قاعدة في الركن متربعة وضامة رجليها عليها، بت ال19 سنة من عمرها، ملامحها ناعمة وبريئة، كانت بتتنهد وسرحانة في ذكرياتها، جات دمعة نازلة على خدها من غير ما تشعر، مسحتها بسرعة قبل ما زول يلمحها، ولفت وشها بالطرحة الكانت في راسها، كانت بتستغفر ومغمضة عيونها شديد عشان تمنع الدموع من إنها تنزل، ملامح وشها كانت باهتة شديد، فجأة حست بزول ربت على كتفها ففتحت وشها وقبلت على الجهة التانية، لقتها الخالة الكبيرة "سلافة"، عدلت قعدتها ومددت رجليها على الأرض، وابتسمت ليها ابتسامة باهتة ومصطنعة...*
رحاب: أهلين يا خالتي
سلافة: كويسة انتِ يا بتي؟؟
رحاب: كويسة الحمد لله، في حاجة؟
سلافة: لالا بس قلت أشوفك مالك قاعدة براك كدا ما تعالي اقعدي مع أخواتك ديل
رحاب: بس تعبانة شوية يا خالتي وقلت أرتاح يمكن أغفى شوية
سلافة: طيب أرقدي عديل يا بتي، قومي ارقدي فوق الأرض مليانة نمل ومصايب
رحاب: لالا كدا اريح لي انتِ ارقدي فوق
سلافة وهي بتتنهد: الله يكون في عونك يا بتي ما تستاهلي البيحصل ليك دا نهائي انتِ لسة بت صغيرة وما شفتي للحياة دي حاجة
رحاب: معليش يا خالتي ربنا كريم وكل حاجة لحكمة
سلافة: عاجبني فيك إيمانك القوي دا.. ونعم بالله*فجأة باب الزنزانة انفتح وكانت واحدة ضابط لابسة الزي الرسمي دخلت ورزعت ليهم صينية الأكل في الأرض، وقالت بأسلوب بشع ونبرة حادة "مواعيد الغداء"، وطلعت قفلت الباب وراها من جديد، خالة سلافة كل العملته إنها بقت تعاين للأكل وللضابط المشت باستحقار، وهزت براسها وزفرت بضيق...*
سلافة: بيعاملوا في حيوانات هم؟ يسدوا نفسك من الأكل ذاته
_خالتي ورحاب تعالوا أكلوا"كان صوت واحدة من البنات الكانوا قاعدين في الأرض بتنادي فيهم" سارة".. "
سلافة: اكلوا انتوا يا سارة
سارة: تعالوا ياخ انتوا عارفين تاني ماف أكل لحدي بكرة وقت الفطور
رحاب: قومي يا خالتي أكلي عشان انتِ صحتك ما بتتحمل
سلافة: وانتِ يا بتي؟؟
رحاب: انا ما جعانة يا خالتي الحمد لله
سلافة: ما باكل بدونك يا بتي
رحاب: خالتي انا شبعانة والله كان جعانة كنت أكلت.. أكلي انتِ
سارة: رحاب انتِ تعالي عليك الله عشان خالتي ذاتها تاكل معاك
_بتحنسي فيهن لييه😏؟؟، خليهم الما عايز بناره