٢١

69 3 0
                                    

‏﴿ قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ ﴾

" وقفت على رجليها بعد قعدة البكاء الطويلة، بخطوات تقيلة وحيل بارد، طلعت للغرفة، مسكت معصم الباب وفتحته بيدين مرتجفة، دخلت وبقت ماشَّة على اتجاه السرير، كانت بتها الماسكة ألعابها بتبتسم لها ببراءة وبتردد "ماما، ماما"، عاينت لها ودموعها جارية، ارتمت جنبها في السرير، اتنهدت تنهيدة وبصوت راجف بدت تتكلَّم مع بنتها وكأنَّها بتفضفض لها..."

شجن: آخخخ يا وريف، ماما تعبت، تعبت شديد يا وريف، أبوك ما خلَّى لي مجال أبرر تصرفاته دي، بالرغم من إنِّي حاولت اتحمَّل، أبرر ليه، بس ما بقدر يا وريف تاني ما بقدر..

"وقفت من تاني، فتحت دُولابها وسحبت طرحة شاليَّة كبيرة مورَّدة، وعباية أم كباسيل، لبستها وخلتها مفتوحة من دون ما تقفلها، وشنطة يد صغيرة دخَّلت فيها تلفونها ولبستها، رجعت على وريف وشالتها، نزلت من الغرفة، وقفت وأخدت نفس طويل وزفرته، وأخيرًا قررت إنَّها تطلع من بين حيطان الفيلا، إنَّها تبعد عن الأجواء الكانت حتخنقها، عن أحمد عن كل شيء يخصَّه، طلعت للشارع، ماشَّة من غير ما تعرف لوين حتاخدها خطواتها المجهولة، مستحيل ترجع بيت أبوها، هي عارفة كويِّس إنَّه مستحيل يرضى إنَّها ترجع،ومتاب صاحبتها وملجأها الوحيدة، سافرت مع الأسف في أكتر وقت هي محتاجة ليها فيه، بعد ما بعَّدت مسافة كبيرة جدَّاً عن الفيلا، بدت تحس بإنها بتفقد توازنها، بإنَّه رجليها ما قادرة تسعفها عشان تقيف،حاولت بكل جهدها تتوازن، مسكت وريف بقوَّة، لكن مع الأسف حتَّى قوتها خانتها، ووقعت مغمى عليها..."

...................♡..................

"طلعت من الإمتحان وهي مبسوطة جدَّاً، كان إمتحان زي ما بتقول "يشبه ضحكتي"، حمدت ربَّنا كتير، طلعت بتفتِّش على دُعاء، أوَّل محل فكَّرت فيه الكافتيريا، على طول مشت وفعلًا زي ما اتوقَّعت لقتها واقفة بتاكل ومشغولة في تلفونها، جات عليها ضربتها..."

ميرا: اااا السجم.

دُعاء: الله يجازيك ياخ كنتِ حتخنقيني.

ميرا: أديني آكل تاكلي براك ليه؟

"وخطفت منَّها السندوتش..."

دُعاء: يا عيني هو أصلًا ما بيملأ كرشك غير أكل دُعاء.

ميرا بفم مليان: صح الصح، أها الإمتحان كيف؟.

دُعاء بفرح: إمتحان يشبه ضحكة د. وائل، الحمدلله حلو شديد.

"ميرا انشرقت وبقت بتكح بسرعة، دُعاء طلَّعت قزازة موية من شنطتها وأدتها لها..."

دُعاء مع نفسها بصوت هامس: واي من غباوتك يا دُعاء هسِّي في داعي تقولي كدا... هاك هاك أكلي براحة ها.

ميرا: سجممي دُعاء قلتي لي ضحكة منو؟؟؟.

دُعاء: ياخ انسي ها جات بالغلط.

خدينتي من الجنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن